موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٥٧
فأجابه الإمام (عليه السلام): " ليس لنا من الدنيا ما نخافك عليه، ولا عندك من الآخرة ما نرجوك به، ولا أنت في نعمة فنهنيك، ولا في نقمة فنعزيك، فماذا نصنع عندك؟! ".
فكتب إليه المنصور: تصحبنا لتنصحنا.
فأجابه الإمام (عليه السلام): " من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك ".
فقال المنصور: والله ميز عندي منازل الناس، من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة، وإنه ممن يريد الآخرة لا الدنيا.
لقد ازدهرت مدرسة الكوفة على يد الإمام الصادق (عليه السلام) وتلاميذه، وبتأثير من الحركة العلمية القوية التي أوجدها الإمام (عليه السلام) في هذا الوسط الفكري والعلمي.
وقد صنف قدماء الشيعة الإمامية الاثني عشرية في الأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ما يزيد على (ستة آلاف وستمائة كتاب)، مذكورة في كتب الرجال، على ما ضبطه الشيخ محمد بن الحسن بن الحر العاملي في آخر الفائدة الرابعة من الوسائل (1).
ومن بين هذا العدد من الكتب التي تعتبر مكتبة ضخمة في الحديث والفقه والتفسير وغيرها من آفاق الفكر الإسلامي، امتازت أربعمائة كتاب، اشتهرت بعد ذلك ب‍ (الأصول الأربعمائة)، وكان قسم منها عند الأعلام: الحر العاملي، والمجلسي، والنوري، وفقد الكثير منها أيضا (2).

(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»