موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٥٥
وقد أورد ابن سعد في طبقاته ترجمة ل‍ (850) تابعيا ممن سكن الكوفة.
وقد انتقل الإمام الصادق (عليه السلام) في أيام أبي العباس السفاح إلى الكوفة واستقر بها لمدة سنتين (1). وقد استغل الإمام هذه الفترة بالخصوص في نشر فقه آل محمد (المذهب الشيعي)، وذلك لعدم وجود معارضة سياسية قوية في حينه، فقد سقطت في هذه الفترة الحكومة الأموية وظهرت الحكومة العباسية، وبين ذاك السقوط وهذا الظهور اغتنم الإمام الصادق (عليه السلام) الفرصة للدعوة إلى مذهب الحق ونشر أصول مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، فازدلف إليه الشيعة من كل فج زرافات ووحدانا لتتلقى منه العلم وترتوي من منهله العذب، وتروي عنه الأحاديث في مختلف العلوم وشتى المواضيع. وكان منزله (عليه السلام) في بني عبد القيس من الكوفة (2).

(١) تأريخ الكوفة؛ للسيد حسين بن أحمد البراقي النجفي المتوفى عام ١٣٣٢ ه‍.
المروي أن الإمام (عليه السلام) استدعي عدة مرات إلى الكوفة وبغداد أيام السفاح والمنصور العباسي، ولعله في بعض هذه كانت إقامته الجبرية مدة طويلة.
ولا يبعد أن يكون الإمام (عليه السلام) قد أقام مدة سنتين متواصلتين بالكوفة، الأمر الذي حدى بالشيعة والمحدثين للازدلاف إليه والسماع من أحاديثه ورواياته، مما كون ذلك العدد الضخم من الرواة والمحدثين، حتى بلغ عددهم في بعض الروايات إلى الأربعة آلاف راو بأسمائهم وما رووا عن أحاديث الإمام الصادق (عليه السلام)، ومن أولئك، برز أربعمائة راو ومحدث كل يقول: حدثني جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، أو سمعوا ما روي لهم: فكانت حصيلة ذلك الأصول الأربعمائة التي عليها أصبح مدار الفقه الشيعي الإمامي الاثني عشري فيما بعد.
راجع في ذلك كتاب الإمام الصادق (عليه السلام) للشيخ محمد حسين المظفر 1: 125 - 130.
(2) تأريخ الكوفة للبراقي: 424 - 425.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»