موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٥٩
والكل يعلم أن تلك الجنايات والجرائم قام بها أغصان الشجرة الملعونة، من يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، والدعي بن الدعي عبيد الله بن زياد، إلى عمر ابن سعد بن أبي وقاص المطعون في نسبه، إلى نظرائهم وأشباههم في الخزي والعار.
لقد حدثت كل تلكم الحوادث المزعجة المؤلمة في كربلاء والكوفة والشام بمرأى ومسمع من الإمام زين العابدين (عليه السلام).
والإمام الصادق حفيد الإمام زين العابدين كما هو المعلوم، ويعلم الله تعالى كم حدث الجد حفيده عما جرى عليه في تلك الرحلة المؤلمة.
ولعل الكثير من الأخبار المروية عن الإمام الصادق حول فاجعة كربلاء هو من مسموعاته عن جده الإمام زين العابدين وأبيه الإمام الباقر (عليهما السلام).
وباعتبار أن الحكومة الأموية كانت غير شرعية، لهذا كان الإمام الصادق (عليه السلام) يقف منها موقف العداء والكراهية ويحذر الشيعة من التعاون معها والانضواء تحت قيادتها الفاسدة.
وبهذه الأحاديث يتضح لنا موقف الإمام من الحكومة الأموية.
340 - الكافي:...، عن علي بن أبي حمزة، قال: كان لي صديق من كتاب بني أمية، فقال لي: استأذن لي على أبي عبد الله (عليه السلام).
فاستأذنت له عليه، فأذن له، فلما أن دخل سلم وجلس، ثم قال:
" جعلت فداك! إني كنت في ديوان هؤلاء القوم، فأصبت من دنياهم مالا كثيرا، وأغمضت في مطالبه " (1).

(1) أغمضت في مطالبه: لم أبال من أين جاءت تلك الأموال.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»