وقال الزمخشري في تفسيره لبعض الآيات التي ذكرت ونوهت بنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (وفي طي هذين التمثيلين بأمي المؤمنين - يعني عائشة وحفصة - وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما كرهه، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده، لما في التمثيل من ذكر الكفر) (1).
وأما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمعلوم في السيرة والتاريخ موقف عائشة من عثمان وتأليبها الناس على قتله وتسميته بنعثل، ولما قتل وعلمت بمبايعة الناس الإمام عليا عليه السلام، ادعت أن عثمان قتل مظلوما، وفي ذلك يقول عبيدة بن أبي سلمة وهو ابن أم كلاب:
فمنك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر وأنت أمرت بقتل الإمام * وقلت لنا إنه قد كفر (2) ومن ثم خروجها بعد ذلك على الخليفة الشرعي وتجهيزها جيشا لمحاربته، وقتل نتيجة تلك الحرب ثلاثون ألفا من المسلمين.
ومثل هذه الأعمال تخرج صاحبها عن حد الطهارة والعصمة من الآثام، سيما وأن إرادة الطهارة في الآية لا يمكن تفسيرها بالإرادة التشريعية القاضية بإذهاب الرجس عن جميع المكلفين لا عن خصوص أهل البيت عليهم السلام بل هي إرادة التسديد والتوفيق اللذين يمد بهما سبحانه