وعليه فلا بد من بيان منازل حبهم عليهم السلام ليتسنى لنا الإمساك بالنمط الأوسط والنمرقة الوسطى التي بها يلحق التالي وإليها يرجع الغالي.
الغلو:
الغلو في اللغة: هو مجاوزة الحد والخروج عن القصد (١)، قال تعالى: ﴿يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد﴾ (2).
قال الشيخ المفيد رضي الله عنه: فنهى عن تجاوز الحد في المسيح، وحذر من الخروج عن القصد في القول، وجعل ما ادعته النصارى فيه غلوا لتعديه الحد (3).
والغلو في الاصطلاح: هو مجاوزة الحد المعقول والمفروض في العقائد الدينية والواجبات الشرعية.
والغالي عند الشيعة الإمامية: من يقول في أهل البيت عليهم السلام ما لا يقولون في أنفسهم كما يدعون فيهم النبوة والألوهية (4).
قال الإمام الصادق عليه السلام: " لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا، لعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا، وإليه مآبنا ومعادنا، وبيده