من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٧٤
وليس قولك من هذا بضائره * العرب تعرف من أنكرت والعجم ينمى إلى ذروة العز التي قصرت * عن نيلها عرب الاسلام والعجم يغضي حياء ويغضى من مهابته * فما يكلم إلا حين يبتسم (1) مشتقة من رسول الله نبعته * طابت عناصره والخيم والشيم (2) هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا الله فضله قدما وشرفه * جرى بذاك له في لوحه القلم من جده دان فضل الأنبياء له * وفضل أمته دانت له الأمم عم البرية بالإحسان وانقشعت * عنها العماية والإملاق والظلم (3) سهل الخليقة لا تخشى بوادره * تزينه خصلتان الحلم والكرم (4) لا يخلف الوعد، ميمونا نقيبته * رحب الفناء أريب حين يعترم (5) من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم منجى ومعتصم يستدفع السوء والبلوى بحبهم * ويستزاد به الإحسان والنعم مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل فرض ومختوم به الكلم إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم لا يستطيع جواد بعد غايتهم * ولا يدانيهم قوم وإن كرموا بيوتهم في قريش يستضاء بها * في النائبات وعند الحلم إن حلموا فجده من قريش في أزمتها * محمد وعلي بعده علم بدر له شاهد والشعب من أحد * والخندقان ويوم الفتح قد علموا (6)

1 - اغضى عينه: طبق جفنيها حتى لا يبصر شيئا.
2 - الخيم بالكسر: السجية والطبيعة. والشيم جمع الشيمة: الطبيعة 3 - انقشعت: اي انكشفت. وأملق: اي أنفق ماله حتى افتقر.
4 - البوادر جمع البادرة: الحدة أو ما يبدو من الانسان عند الحدة والغضب من قول أو فعل.
5 - النقيبة: الطبيعة والخليقة. وميمون النقيبة أي منجح الفعال. والأريب: العاقل. وقوله يعترم على المجهول من العرام بمعنى الشدة أي عاقل إذا اصابته شدة.
6 - قوله والخندقان إشارة إلى غزو خندق ووجه التثنية على ما قيل إما لكون الخندق محيطا بطرفي المدينة أو لانقسامه في الحفر بين المهاجر والأنصار.
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»