من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٠٢
فقال: أريد الدخول على الحسين (عليه السلام).
فقال له زهير: ألق سلاحك وادخل.
فقال: حبا وكرامة، ثم ألقى سلاحه ودخل - على الحسين (عليه السلام) - فقبل يديه ورجليه، وقال: يا مولاي ما الذي جاء بك إلينا وأقدمك علينا؟
فقال (عليه السلام): " كتبكم ".
فقال: الذين كاتبوك هم اليوم من خواص ابن زياد.
فقال له: " إرجع إلى صاحبك وأخبره بذلك ".
فقال: يا مولاي من الذي يختار النار على الجنة، فوالله ما أفارقك حتى ألقى حمامي بين يديك. (1) نعم.. هذه ثمرة الأخلاق الكريمة التي تذوقها الرجل ممن كان فيه الخير كله، الحسين (عليه السلام) لم يعتمد معه إلا على طينته الطيبة، فحرث فيها بأخلاقه النافذة عبر الحوار الهادئ، والمنطق المقنع، وكلمات لا يجانبها العقل، أجل وكيف يذهب الرجل عن الحسين (عليه السلام) والجنة بين يديه؟
هكذا جذبت أخلاق الحسين (عليه السلام) مبعوث عدوه الغاشم فاختار الحق على الباطل.
* الدروس المستفادة هنا:
1 - تبقى المبادئ الأخلاقية هي المنتصرة دائما، ولكن لابد من اليقين بهذه الحتمية الدائمية لتتقوى الاستقامة على ضوئها.
2 - إن على الهادف في الحياة أن يبني حركته على أساس الدليل والمنطق والشواهد القوية، ليقنع بذلك الناس ويجلبهم إلى دعوته.
3 - إفتح بابك بوجه مخالفك إذا أراد أن يلتقي بك.
E / في الحلم والمبادرة إلى الحوار أرسل الحسين (عليه السلام) إلى ابن سعد: " إني أريد أن أكلمك فالقني الليلة بين عسكري وعسكرك ".

1 - مقتل الحسين لأبي مخنف: 81 الإمام الحسين وأصحابه 1: 224، معالي السبطين 1: 309.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»