القيم الأصيلة الثابتة، مثل الصدق، والصبر، والعفة، والحكمة، والرحمة، والوفاء، والإخلاص، والعدل، من يتعلم هذه الأصول سهلت عليه الفروع العملية بعون الله تعالى وكان توكله عليه إخلاصه له.
الأخلاق أنجح التجارب في الإنقاذ ومثال ذلك هو إقلاع العرب عن الجاهلية والتناحر والتفرقة إلى أوج الحضارة الإنسانية والتعاون والألفة.. دليل لا يدانيه شك بأن الأخلاق الإسلامية التي تجسدت في سلوك النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأتباعه الأوفياء لازالت قادرة على الانقاذ ما دام الالتزام بها مستمرا ذلك لأن القرآن والمشتركات التي تجمع شتات المسلمين وتمحي أسباب التفرق، موجود بأيديهم ولم يدخله التحريف، وهي أقوى منطلقات توحيدية القادرة على احتواء الخلافات الجزئية والأذواق المتباينة والأفكار المتعددة في الأمة الإسلامية الواحدة، فكيف بإحتواء الخلافات داخل مذاهبها أو إحتوائها في دوائر أصغر منها، كالتجمعات والعوائل والأفراد.
فإذا علمنا أن أسباب النزاعات والمشاحنات والانتكاسات تكمن في الأزمة الأخلاقية التي عصفت بالأمة على مختلف أصعدتها فإن علينا أن نعلم يقينا بأن فك هذه الأزمة محصور في ممارسة الأخلاق الإسلامية لا غير.
أما قرأت ما قاله الله تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله): * (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) * (1).
إذن تعال لنتأسى بالرسول الأعظم من هذه البداية! بداية الرحمة المستمدة من رحمة الله الواسعة. فإنها مبدأ كل المواقف الأخلاقية على الإطلاق، إلا في مواجهة الكفار البادئين العداء والعناد لإفناء تلك الأخلاق.
هذا ونتساءل: إذا كانت تعددية المذاهب والفرق ظاهرة طبيعية في جميع الأديان والمبادئ، فكيف كان يتم التعامل والعلاقة بين المذاهب المختلفة ضمن الدين الواحد؟