عليم شديد، إمام شهيد، أواه منيب حبيب مهيب، كان للرسول 9 ولدا، وللقرآن سندا، وللأمة عضدا، وفي الطاعة مجتهدا، حافظا للعهد والميثاق، ناكبا عن سبل الفساق، باذلا للمجهود، طويل الركوع والسجود، زاهدا في الدنيا زهد الراحل عنها، ناظرا إليها بعين المستوحشين عنها " - إلى آخر ما قال فيه (صلوات الله عليه).
أسئلة يجيب عليها الحسين (عليه السلام) 1 - ما هي الأخلاق الحسنة؟
2 - وما هي مفرداتها العملية؟
3 - وكيف نطبقها؟
4 - وهل يمكن التحلي بها في هذا العصر الذي أفلت عنه القيم الأخلاقية؟
هذه الأسئلة قد أجاب عليها عمل الحسين (عليه السلام). لأن الأخلاق الإسلامية التي تجسدت في سلوك الإمام الحسين (عليه السلام) تبينت معانيها ومفرداتها العملية وكيفية تطبيقها أيضا، حيث كان (عليه السلام) في عصر قد ذهبت الأخلاق والقيم عن الناس، لإدبارهم عنها، عودة إلى الجاهلية الأولى، وفي الظلام يرى الضياء متلألئا جذابا، وهكذا إنما تبقى علينا مسؤولية التحلي بهذه الأخلاق وفق الاجتهاد المفتوح على حدود الله بمفتاح العقل المتخلق بأخلاق الله، ومهما تكون النفسية البشرية معقدة والتي جاءت المستحدثات العصرية لتزيدها عقدة وتعقيدا، فان الأخلاق العملية عند الحسين (عليه السلام) ليست عقيمة الحلول وعاجزة عن الأخذ بأيدينا إلى العروج نحو القيم المثلى. وذلك لوجود الفطرة النقية في باطن الإنسان وهي من الثوابت التي رسخها خالقها فيه كي تكون المرجع الأول والقاعدة الأساسية الصلبة لتلقي الخير واستلهام الحكمة العملية وانطلاقة الإنسان الأخلاقية في كل عصر مع الاستقامة على مدلولاتها، إن تلك الفطرة والتي تسمى عند الناس اليوم بالضمير وعند الفلاسفة بالعقل العملي لن تتغير ولن ترضخ لتوجيه صاحبها المخطئ وأنى لها ذلك وقد أراد الله لها أن تكون رسوله في باطن الإنسان إلى ساعة موته، كما رسل الله العاملون من حوله، إنهما رسالتان متعانقتان متلاحمتان من رسولين متعاونين في داخل الإنسان