من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٦٧
* الدروس المستفادة هنا:
1 - حاول دائما أن تصل إلى معرفة الحقيقة بتفاصيلها قدر المستطاع لتهديك إلى اتخاذ المواقف الصعبة.
2 - حالة التسليم في النفس وعدم التكبر والاستكبار حالة نابعة من الإيمان بالله مع حسن المعرفة بصفاته عز وجل.
E / في الصمت وآداب الهجرة إلى الله بعد ما قرر الإمام الحسين (عليه السلام) رفضه الكامل لبيعة يزيد إتجه مع أهل بيته إلى مكة التي هي حرم الله، وحرم رسوله، عائذا ببيتها الحرام الذي فرض فيه ربنا تعالى الأمن والطمأنينة لجميع العباد.
لقد اتجه إلى هذا البلد الأمين ليكون بمأمن من شرور الأمويين واعتداءاتهم، يقول المؤرخون: إنه خرج ليلة الأحد لليلتين بقيتا من رجب سنة (60 ه‍) وقد خيم الذعر على المدنيين حينما رؤوا آل النبي (صلى الله عليه وآله) ينزحون عنهم إلى غير مآب.
وفصل الركب من يثرب - المدينة - وكان الإمام (عليه السلام) يتلو قوله تعالى: * (رب نجني من القوم الظالمين) *.
لقد شبه خروجه بخروج موسى على فرعون زمانه، أليس الحسين خارج على طاغية زمانه فرعون هذه الأمة، لا لشئ إلا ليقيم الحق، ويبني صرح العدل، وأشار عليه بعض أصحابه أن يحيد عن هذا الطريق الصعب - كما فعل ابن الزبير - مخافة أن يدركه الطلب من السلطة في يثرب، فأجابه (عليه السلام) بكل وضوح وثقة نفس: " لا والله لا فارقت هذا الطريق أبدا أو أنظر إلى أبيات مكة، أو يقضي الله في ذلك ما يحب ويرضى.. " (1).
واستقبله في أثناء الطريق عبد الله بن مطيع العدوي، فقال له: أين تريد أبا عبد الله، جعلني الله فداك؟
فأجابه الحسين بإجابة حكيمة: " أما في وقتي هذا أريد مكة، فإذا صرت إليها استخرت الله في أمري بعد ذلك ".

1 - حياة الإمام الحسين (عليه السلام) ج 2 ص 305.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»