من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٣٧
وسارع العبد يكمل الآية: * (والعافين عن الناس) *.
فقال الإمام (عليه السلام): " قد عفوت عنك... " وتقدم العبد يطلب المزيد من إحسان الحسين (عليه السلام) بتلاوة البقية من الآية: * (والله يحب المحسنين) *.
فقال الإمام (عليه السلام): " أنت حر لوجه الله... " ثم أمر له بجائزة سنية تغنيه عن الحاجة ومسألة الناس (1).
بالله عليك، قل لي هل طبقت هذه الآية في حياتك ولو مرة واحدة؟ إن طبقتها فهنيئا لك، وبشرى لك في الاستمرار، وإن لم تطبقها حتى الآن، قرر والله معك.
هكذا كان الحسين (عليه السلام) عظيما في حلمه وعفوه وكرمه وسمو تطبيقاته الأخلاقية المستقاة من هدى القرآن.
* الدروس المستفادة هنا:
1 - لابد من التسليم أمام القرآن الكريم، والطاعة لتعليماته القويمة.
2 - لابد من إعطاء دروس في بناء الحياة الكريمة، وهي مقدمة على العطاء المالي.
3 - العالم أولى بتطبيق علومه بالقرآن الكريم.
E / في الإحسان والعطف على المساكين إجتاز الإمام الحسين (عليه السلام) على مساكين يأكلون فدعوه إلى الغذاء، فنزل عن راحلته، وتغذى معهم، ثم قال لهم: " قد أجبتكم فأجيبوني "، فلبوا كلامه وجاؤا معه إلى منزله، فقال (عليه السلام) لزوجه الرباب: " أخرجي ما كنت تدخرين " فأخرجت ما عندها من نقود فناولها لهم (2).
ومرة أخرى، كان الإمام الحسين (عليه السلام) قد مر على فقراء يأكلون كسرا من أموال الصدقة، فسلم عليهم فدعوه إلى طعامهم، فجلس معهم، وقال: " لولا أنه صدقة لأكلت معكم "،

(1) حياة الإمام الحسين (عليه السلام) ج 1 ص 124.
(2) تاريخ ابن عساكر ج 13 ص 54.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»