من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٣٣
الهامة في الأخلاق التي ندعو إليها، أن تقول الحق في ثوبه الأخلاقي الحق.
فذات مرة قال عنده (عليه السلام) رجل: إن المعروف إذا أسدي إلى غير أهله ضاع. فقال الحسين (عليه السلام): " ليس كذلك ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر تصيب البر والفاجر ". (1) هذه من أخلاق الله تعالى، أما ترى كيف يرزق عباده جميعا دون النظر إلى إيمانهم به أو عدمه. فالأخلاق الإلهية تقضي بالمعروف إلى كل مستحق له. فكم من معروف أسدي إلى غير أهله فجعله من أهله واهتدى. ثم لا ننسى إن الله لا يضيع أجر المحسنين.؟
* الدروس المستفادة هنا:
1 - لا مجاملة على حساب إبداء الحقيقة وبيان الصحيح في الأمور الهامة.
2 - لابد من احتواء جميع الناس وإرادة الخير لهم دون التمييز القومي والعنصري والفئوي إلا إذا كانت الإمكانات محدودة أو خاصة بهم شرعا، حيث تجب رعاية الأولويات.
E / في النهي عن الغيبة الغيبة من أخطر ما يفتت الجموع ويمزق القلوب وتجعل أصحابها في مجابهات ونحول. ومثل هذا المجتمع لن تصمد فيه الفضائل الأخلاقية لأنها تقوم على أساس الود والمحبة بين الناس، والغيبة تفسد الود وتكشف عن وجود الحقد والضغينة. ولذا حرمهما الاسلام، وما كان قادته الأبرار يهادنون من تصدر منهم الغيبة، فهذا إمامنا الحسين (عليه السلام) نجده يقول لرجل اغتاب عنده رجلا: " يا هذا كف عن الغيبة فإنها إدام كلاب النار ". (2) ومن العجيب إن أكثر الناس يزاحمون الكلاب في أكل إدامها وهم لا يبالون؟!
نستجير بالله منهم ومنها ومن النار الكبرى التي لا يموت فيها المعذب ولا يحيى.

(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»