من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٣١
فأعطياه ولم يسألاه عن شئ، فرجع إليهما فقال لهما: مالكما لم تسألاني عما سألني عنه الحسن والحسين (عليهما السلام)؟ وأخبرهما بما قالا، فقالا: إنهما غذيا بالعلم غذاء. (1) * الدروس المستفادة هنا:
1 - زكاة العلم نشره، وزكاة المال عطاؤه، علينا أن نفقه أدب العطاء بالمال مع انتهاز الفرصة لنشر العلم والتوعية كما سلكهما الحسن والحسين (عليهما السلام)، فهذا هو العطاء الواعي وإيصال النفع المادي والمعنوي..
2 - لابد من انتهاز الفرص لنشر الوعي.
E / في السخاء والإنسانية مر الحسين بن علي (عليهما السلام) براع، فأهدى الراعي إليه شاة، فقال له الحسين (عليه السلام): " حر أنت أم مملوك "؟
فقال: مملوك.
فردها الحسين (عليه السلام) عليه.
فقال له المملوك: إنها لي، فقبلها منه، ثم اشتراه واشترى الغنم، فأعتقه وجعل الغنم له. (2) نعم.. إن للحر أن يملك وليس للعبد أن يهب من مال غيره. لذا سأله الإمام (عليه السلام) كيلا يقع في المحذور الشرعي، ولكي يعلم كل من يصله هذا الخبر. ثم إنه (عليه السلام) قبل الهدية منه بعد أن أقر بأن الشاة من ملكه الخاص. ولكن السخاء الحسيني كان أعظم، إذ اشترى العبد من صاحبه فورا واشترى الغنم كلها منه أيضا ثم أعتق العبد ووهبه الغنم ليعيش حرا كريما بين الناس. تأمل جيدا في عظمة الحسين كيف تجلت في ورعه وسخائه وحسه الإنساني المرهف، هل يمكنك تقليده ولو في أدنى الحد؟

١ - الكافي ٤: ٤٧ حديث ٧، بحار الأنوار ٤٣: ٣٢٠ حديث ٤، العوالم ١٦: ٩٩ حديث ١ وفيه " غرم مقطع ".
٢ - المحلى ج ٨ ص ٥١٤.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»