من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٢٢
E / في أدب النقد والتصحيح للنقد هدف نبيل، وهو تصحيح الفكرة لخدمة الحق الذي لو انكشف لمال إليه كل ذي لب. لهذا فان المخلصين للحق لا يخشون النقد أبدا بل يرحبون به ويحترمون الناقد المخلص. والنقد بين المخلصين أنفسهم دليل التواضع وحب الأصلح وعدم المكابرة على الحق، وهذا ما نجده في أخلاق الصالحين.
قيل للحسين (عليه السلام): إن أبا ذر يقول: الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة، فقال (عليه السلام): " رحم الله تعالى أبا ذر، أما انا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله تعالى له لم يتمن غير ما اختاره الله عز وجل له ". (1) لا شك في مقام أبي ذر عند الله، كما لا شك أيضا في أن الأولياء درجات عند الله. ولذا كان أبو ذر الغفاري رغم مقامه وكبر سنه لا يرى لنفسه درجة عند المقارنة بدرجة الحسين (عليه السلام) أنظر إلى أدب النقد والتصحيح الذي بدأه الحسين (عليه السلام) بكلمة (رحم الله تعالى أبا ذر) فهل نتعلم من الإمام الحسين (عليه السلام) أخلاقه وأدبه إذا أردنا نقد الآخرين لتصحيح المسار؟!
* الدروس المستفادة هنا:
1 - لا شك أن الاحترام مسألة أخلاقية، وبيان الحق مسألة أخلاقية أخرى، فإذا تزاحمتا في مورد فان الحكمة الأخلاقية تكفل بالعلاج التوفيقي بينهما.
2 - إن فوق كل عالم تقي من هو أعلم منه وأدرى وأدق وأكثر رعاية للتقوى، فمن الجدير بالعاقل أن لا يغلق على نفسه أبواب التعلم من كل عالم بحثا عن الأفضل بشكل مستمر.
E / في التدليل إلى الخير عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: " كتب رجل إلى الحسين بن علي (عليهما السلام): يا سيدي أخبرني بخير الدنيا والآخرة، فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فإنه من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس، ومن طلب

١ - إحقاق الحق 11: 591.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»