من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ١٢٥
* الدروس المستفادة هنا:
1 - ينظر الإسلام إلى العلاقات البشرية في الحياة نظرة سلمية دائمة، وإذا أجاز عنفا محدودا بالأولويات وقاعدة الأهم والمهم إنما لهدف إحلال السلامة والدخول في السلم كافة. وكان الرمز لهذا الهدف الكبير هو تبادل تحية (السلام عليكم) بين المؤمنين به والمسلمين بالحق. هكذا أصبح (السلام) أمرا هاما فلا ينبغي للمسلم أن يبخل فيه.
2 - إن السلام تحية أهل الجنة، ولكنها قد يصير سببا لهداية المذنب فيجعله من أهل الجنة وأنت تكسب ذلك أجرا عظيما، لذا فحتى (السلام) على المذنب (أو من يخالفك في رأيك وإتجاهك) أمر أخلاقي غاية في الجمال والمطلوبية.
E / في خطر اللسان هل تعلم أن أعظم المشاكل وأكثرها فتكا براحة الإنسان هي وليدة اللسان وكثرة الثرثرة والكلام؟
انظر إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) كيف قد حذر يوما ابن عباس قائلا: " يا ابن عباس، لا تكلمن فيما لا يعنيك فإنني أخاف عليك فيه الوزر، ولا تتكلمن فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعا، فرب متكلم قد تكلم بحق فعيب، ولا تمارين حليما ولا سفيها، فإن الحليم يقليك، والسفيه يرديك، ولا تقولن في أخيك المؤمن إذا توارى عنك، إلا مثل ما تحب أن يقول فيك إذا تواريت عنه، واعمل عمل رجل يعلم أنه مأخوذ بالاجرام مجزي بالاحسان، والسلام ". (1) وهذا التحذير الأخلاقي تعميم إلى كل من يقرؤه، وكذلك أنا وأنت!
فهل نتعلم فن الصمت وتقطير الكلمات؟
نعم إنه بالعمل بتوصية الحسين (عليه السلام).
* الدروس المستفادة هنا:
1 - لابد من تعليمات أخلاقية واضحة وتذكير بها على الدوام حتى لمن كان ذا مكانة علمية أو وجاهة اجتماعية، فإن الإنسان بحاجة إلى التذكير.

١ - كنز الفوائد: ١٩٤، اعلام الدين: ١٤٥، بحار الأنوار ٧٨: ١٢٧ حديث 10.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»