E / في الشجاعة وطلب الحق والإستغناء كان بين الحسين وبين الوليد بن عقبة منازعة في ضيعة - فخرج وليد عن الحدود الأخلاقية المرسومة للانسان المسلم، بل وزاد على طغيانه من موقع كونه أميرا على المدينة ونسي أن الذي يقابله هو الحسين سبط النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) رسول الإسلام وصاحب الأمة ومؤسس دولتها الكريمة، فلما خرج الوليد عن حده - تناول الحسين (عليه السلام) عمامته عن رأسه وشدها في عنقه، فقال مروان وكان حاضرا في المجلس: بالله ما رأيت كاليوم جرأة رجل على أميره!.
فقال الوليد وهو يحاول تبرير جبنه وضعفه: والله ما قلت هذا غضبا لي ولكنك حسدتني على حلمي عنه، وانما كانت الضيعة له!
فقال الإمام الحسين (عليه السلام) وكان يريد أن يخزيه: " الضيعة لك يا وليد " وقام وخرج. (1) * الدروس المستفادة هنا:
1 - طالب بحقك وأنت تحاسب للظروف المحيطة بك حسابها الدقيق.
2 - أعط عدوك على قدر ما يستحق من المهانة والتحقير كلما استطعت إلى ذلك سبيلا.
3 - بين له ترفعك عن مستواه الدنئ الهابط، وكن شديدا معه إذا شد عليك.
E / في بواعث الأخلاق كيف تنظر إلى وجودك المادي والمعنوي؟
تعلم من الحسين (عليه السلام) كيف كان ينظر إلى وجوده الشريف، فإنها نظرة تشكل البنية الخلفية للفعاليات الأخلاقية مع الناس.
عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: " سئل الحسين بن علي (عليهما السلام): فقيل له: كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال (عليه السلام): " أصبحت ولي رب فوقي، والنار امامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي، لا أجد ما أحب، ولا ادفع ما أكره، والأمور بيد غيري، فإن شاء عذبني، وإن شاء عفى عني، فأي فقير أفقر مني "؟! (2)