مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ٢ - الصفحة ٤٤٧
الاستعمار يفرق بين المسلمين، ويؤسس في كل إقليم حكومة مستعمرة لتحفظ مصالحه، ويسعى سعيه كي لا تستولي عليه الشيوعية ولا تذهب بسلطانه، ولا يدرى ان الشيوعية وليدته، وان التخلص من نكباتها خصوصا في الممالك الاسلامية لا يتحقق الا بهدم جميع البنايات الاستعمارية وايكال أمور المسلمين إلى أنفسهم.
الاسلام ديننا، وعزنا ومجدنا وتاريخنا، وتعاليمه واحكامه آدابنا وشريعتنا، وسياسته سياستنا، وحكومته حكومتنا، وبلاده في شرق الأرض وغربها وطننا، لا يصلح أمورنا الا الاسلام، ولم يفسد ما فسد منها الا البعد عن الاسلام، والمستعمر يريد هدم هذه المباني فيجعل لأهل كل قطر تاريخا ووطنا، ويشجع العصبيات القومية:
ويكثرون أسباب الامتياز بين الأقاليم الاسلامية، ويحيون آثار الأقدمين، ويربطون كل شعب بالعصور البائدة الحياة القبيلية، لان ذلك يقطع أسباب الارتباط بين المسلمين، فيجب على أي شعب من المسلمين الاهتمام باحياء أيام الاسلام وشعائره، دون ما ليس منه شئ من أيامهم الماضية، وشعائرهم التي أبطلها الاسلام، وان يعظموا رجالاتهم لأنهم رجالات الاسلام، وان يعتزوا بتاريخ شعبهم لأنه صفحة من صفحات تاريخ الاسلام المشرقة لا لأنه تاريخ شعب خاص أو مملكة أو أمة خاصة، لان هذا من أضر مكائد الاستعمار على الوحدة الاسلامية.
اللهم ادفع عنا شر الأعداء واجمعنا في ظل راية الاسلام، واجعلنا معتصمين بحبلك وانصرنا على القوم الكافرين.
آذربايجان إقليم شيعي زعم الخطيب في ص 34: ان على محمد الشيرازي الذي ادعى قبل مائة سنة انه باب المهدى المنتظر، ثم ادعى انه هو المهدى نفى إلى آذربايجان لأنها مباة السنيين من أهل المذهب الحنفي، ولم تقم الحكومة بنفيه إلى بلد شيعي لان من طبيعة مذهب الشيعي قبول أهله لهذه الأوهام.
هذا من آثار جهله العجيب بأحوال البلدان، ولا تثريب عليه لأنه لا يحترز من القول بغير علم، فيقول ما يوافق هواه، بل ينكر الحقايق الظاهرة، فان إقليم آذربايجان من الأقاليم العريقة بالتشيع والولا الكامل الخالص لأهل البيت عليهم السلام،
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»