غير طائفته أقوى وأصح سندا ومتنا، فلا يجوز الاقتصار على أحاديث طائفة وترك أحاديث غيرها، فكيف يترك الطالب الفاحص عن الحق هذه العلوم الجمة التي حصلت عند الشيعة وعند جهابذتها ورجالها من لدن عصر الرسالة وعصر الامام على إلى زماننا هذا بفضل تمسكهم بأئمة أهل البيت. وكيف يضرب على هذه الجوامع والكتب الكثيرة التي لا ريب في أنها من أغلى ذخائر الترات الاسلامي؟ ومن أين يحكم المنصف (العياذ بالله) على كل ما في هذه الجوامع بالبطلان؟ ومن أين يقول من يحتج بالحديث بعدم جواز الاحتجاج بهذه الأحاديث مع ما يرى من اتقان فقه الشيعة وكونه أوفق بالكتاب والعقل.
وهذا حجر أساسي للتقريب بين المذاهب وأهلها، فإنهم إذا جعلوا على أنفسهم ان لا يتجاوزوا عن الكتاب والسنة وان لا يقولوا الا بما دلت عليه الأحاديث المعتبرة، سواء كان من طرق الشيعة أو السنة، ونظروا في الأحاديث والأقوال نظرة من لا يريد الا الواقع والحقيقة، يحصل بينهم الوئام والوفاق أزيد مما هم عليه الان.
وفائدة أخرى تحصل عند مراجعة الأحاديث المروية في جوامع الشيعة والاطلاع على العلوم الاسلامية المدونة فيها ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمر بالرجوع إلى أهل بيته والتمسك بهم ولم يجعلهم عدلا للقرآن الا لأنهم معادن العلم وينابيع الحكم واعلم من غيرهم بالأحكام الشرعية.
ونعم ما قاله أبو الحسن بن سعيد كما نقل عن كتابه كنوز المطالب:
يا أهل بيت المصطفى عجبا * لمن يأبى حديثكم من الأقوام والله قد اثنى عليكم قبلها * وبهداكم شدت عرى الاسلام.