اصطفاه من بين خليقته، وخصنا بمحبة على والأئمة المعصومين من ذريته صلى الله عليهم أجمعين الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا، وبعد فقد وجدت في خزانة أمير المؤمنين وسيد الوصيين وحجة رب العالمين وامام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام بخط الشيخ الفاضل والعالم العامل الفضل بن يحيى بن علي الطيبي الكوفي - قدس الله روحه - ما هذا صورته.. الخ).
وأوهن من ذلك كله نسبة على بن فاضل بالهجر والهذيان في حال شدة المرض.
وخلاصة الكلام ان بعد كون الناسخ وواجد الرسالة في الخزانة هو الشهيد الأول الذي كان قريب العهد بفضل ابن يحيى عارفا بخطه وحاله ووصفه بالفضل والعلم والعمل، وبعد توصيف الفضل بن يحيى الشيخ زين الدين على بن فاضل بالتقوى والصلاح وسماعه هذا الخبر بواسطة عالمين فاضلين بلا واسطة أحد منه، القول بجعله رأسا واستناد ذلك إلى الأعداء والى الهذيانات الصادرة من المرضى في شدة المرض، قول بغير علم، وكم فرق بين من يبدي الاحتمالات المانعة جوازها عن اعتبار الخبر ويمنع اثباتها وبين من يحكم بجعله ووضعه باحتمالات لا تدل على ذلك أصلا هذا.
ووجود الولد له عليه السلام بالفعل الذي قال (بأنه لم يرد في خبر ان له ولدا وانما اختلفت الاخبار في حصول الولد له بعد ظهوره) على فرض عدم اثباته، لا ينفى ما يدل عليه، لان عدم الدليل على نفى الولد وعدم ورود خبر غير هذا الخبر على أن له ولدا، لا ينفى ما يدل عليه، مضافا إلى دلالة بعض الاخبار والأدعية عليه.
واما تضمن خبر على بن فاضل ان عدد أمرا عسكره ثلاثمائة ناصر وبقى ثلاثة عشر ناصرا، فلا يثبت به جعل الخبر ولو وجد في بعض الاخبار ما يعارضه، مضافا إلى أن اعمال قواعد الترجيح يكون في الاخبار الراجعة إلى الفروع والاحكام، يرجح عقلانيا ما فيه الترجيح، ولا يلزم عليه ان يخرج إذا كان أعوانه بهذه الكثرة لان له مضافا إلى ذلك أو بدون ذلك مقتضيات وشرائط مذكورة في محلها وربما يعلم بعضها بعد الظهور ولا يعلم بعضها الا الله تعالى.