كما ترى لا تدل على قرب زمان الظهور بحيث ينافي تأخره إلى زماننا هذا وبعده، نعم كأنه قد فهم الراوي ذلك منها فقال: (ولقد لقيت جماعة.. الخ) الا ان المعيار على ما يستفاد من لفظ الحديث لاعلى فهم الراوي.
وثانيا: قرب زمان وقوع كل امر واقترابه يكون بحسبه، فقد قرب زمان وقوع الساعة وحساب الناس واقترب بالنسبة إلى ما مضى من الدنيا، قال الله تعالى:
(اقترب للناس حسابهم) وقال سبحانه (اقتربت الساعة) وقال عز وجل (فهل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها) وظهور الامام الذي أولت بعض آيات الساعة به وعبر عنه بالساعة أيضا مثل ذلك يجوز ان يقال فيه مع ما ورد في الاخبار من طول الأمد وان له غيبتين إحديهما تطول حتى يقول بعضهم مات و..
و.. انه قد قرب واقترب.
وثالثا: الظاهر من قوله (كذب الوقاتون) تكذيب الذين يوقتون وقت الظهور ويعينون له وقتا خاصا كالشهر الفلاني السنة الفلانية أو السنة المعينة أو بين سنوات معينة.
قال (ويشهد للوضع، اشتمال الأول على ظهوره بينا للناس ومعرفا بنفسه لمن لا يعرفه مع أن محمد بن عثمان سفيره الثاني كان يقول: ان الحجة ليحضر الموسم كل سنة يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه، واشتمال الثاني على أنه كان عاجزا عن الاختفاء عمن عرفه وتبعه حتى زجره الأسود الذي كان معه وصرفه، إلى غير ذلك من المنكرات).
أقول: أولا: ان الأول لم يشتمل على ظهوره بينا للناس ومعرفا بنفسه لكل من لا يعرفه ممن حضر الموسم بل يدل على أنه يظهر في كل سنة يوما لخواصه الذين يعرفونه، ومن أخبر مدعى وضع هذا الحديث بان ليس له خواص وعمال يعرفونه ولا يعرفهم الناس، يحضرون الموسم في حلقة عن يمين الكعبة لا يراهم الناس وان رآهم بعضهم لا يلتفتون بذلك.
وثانيا: اشتمال الثاني على أن الأسود قد اعترضه وصاح به بصوت لم يسمع أهول منه، فقال له: ما تريد عافاك الله فأرعد ووقف، يدل على خلاف ذلك، فملازمة الأسود