مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ٢ - الصفحة ١٩
الله ما تقول في أبى تراب؟ قال: ما اعرف أبا تراب. فقال: ما أعرفك به، أتعرف علي بن أبي طالب ؟ قال: نعم. قال: فذاك أبو تراب. فقال: كلا ذاك أبو الحسن والحسين. فقال له صاحب الشرطة: يقول الأمير هو أبو تراب وتقول لا؟ قال: فان كذب الأمير اكذب انا واشهد على باطل كما شهد؟ فقال له زياد: وهذا أيضا، على بالعصا فاتى به. فقال: ما تقول في علي؟ قال: أحسن قول. قال: اضربوه حتى لصق بالأرض. ثم قال: اقلعوا عنه، ما قولك في علي؟ قال: والله لو شرحتني بالمواسي ما قلت فيه الا ما سمعت منى.
قال: لتلعننه أو لأضربن عنقك. قال: لا افعل، فأوثقوه حديدا وحبسوه.
واشتد الامر حتى أن المقرى قال: كان بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه على قتلوه ى.
ومن عماله على المدينة مروان بن الحكم، وكان لا يدع سب علي عليه السلام على المنبر كل جمعة تنفيذا لأوامر معاوية.
وكتب إلى عماله نسخة واحدة (انظروا من قامت عليه البينة انه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاه ورزقه).
وشفع ذلك بنسخة أخرى (من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به واهدموا داره).
فلم يكن البلا أشد وأكثر منه بالعراق ولا سيما بالكوفة، حتى أن الرجل من شيعة علي عليه السلام ليأتيه من يثق بدينه فيدخل بيته فيلقى إليه سره، ويخاف من خادمه ومملوكه ولا يحدثه حتى يأخذ عليه الايمان الغليظة ليكتمن عليه.
ونقل أبو عثمان الجاحظ: ان معاوية كان يقول في آخر خطبته:
اللهم ان أبا تراب (إلى آخر ما قال مما لم نذكره حياءا من الله ورسوله).
وروى فيه أيضا ان قوما من بنى أمية قالوا لمعاوية: انك قد بلغت ما أملت فلو كففت عن هذا الرجل. فقال: لا والله حتى يربو عليه الصغير ويهرم عليه الكبير ولا يذكر له ذاكر فضلا.
وافرط في ذلك حتى أظهر ما في صدره، وعرض على كريم ابن عفيف الخثعمي البراءة من دين علي الذي يدين الله به، وامر زياد ان يقتل عبد الرحمن بن الحسان العنزي شر قتلة لشهادته في علي عليه السلام انه كان من الذاكرين الله كثيرا ومن الامرين بالحق القائمين بالقسط والعافين عن الناس ولمقاله في عثمان، فدفنه زياد حيا.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»