مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ٢ - الصفحة ١٧
ومع ذلك قال: قالت الشيعة السنة هي الجهر بالتسمية، سواء كانت في الصلاة الجهرية أو السرية، وجمهور الفقهاء يخالفونهم فيه.
لماذا؟
لأنهم شيعة أهل البيت، والمتمسكون بهم بالتمسك المأمور به في حديث الثقلين.
والقارئ العزيز إذا تأمل فيما نذكره في هذا الكتاب، وتتبع مصادر الشيعة وكتب حديثهم وفقههم، ان لم يصدق شيئا فيصدق على الأقل ان اجماع فقها الشيعة في كل مسالة من المسائل الفقهية كهذه المسألة التي ذكرها الفخر كاشف عن اجماع عترة النبي صلى الله عليه وآله، وعن رأيهم ومذهبهم فيها.
إذا فماذا عذر الجمهور عند الله تعالى في مخالفة الشيعة في مثل هذه المسألة، وترك الاقتداء بعلي بن أبي طالب عليه السلام، وترك التمسك بالعترة.
وخلاصة القول: ان ما يدور حوله البحث في هذه الرسالة أمران:
(الأول) وجوب الاخذ بأحاديث أهل البيت، وما رواه عنهم اعلام الشيعة بطرقهم المعتبرة المعتمدة في جوامعهم.
(الثاني) حجية أقوالهم ومذاهبهم وآرائهم، بل وافعالهم، ووجوب اتباعهم الرجوع إليهم والسؤال منهم والتمسك بهم وتقديم قولهم على غيرهم و.
واننا لنرغب قبل الدخول في الموضوع الفات النظر إلى شئ هو من الأهمية بمكان حسبما نراه، وهو ان السبب الوحيد والباعث الحقيقي لعدول من عدل عن الاخذ بأحاديث أهل البيت وما رواه المحدثون من الشيعة كما يظهر لكل باحث لم يكن الا السياسة وغلبة الأمراء والملوك المستبدين الذين سودت مظالمهم صفحات التاريخ وعملوا على تحريف حقائق هذا الدين، واحكام شريعته الحنيفة السمحاء، أو تأويلها لتوافق أهواهم الفاسدة وسياساتهم الغاشمة.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»