مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ٢ - الصفحة ١٧٢
لا يقتضى عدم وجودها بين المتكلم ومخاطبه، فلعله كان حافيا والتعليل يقتضى دوام الامر، فان التشرف بالواد المقدس والتكلم مع الله تعالى يقتضى نزع حب غير الله تعالى من القلب وأن يكون ابدا ملازما له مخلصا محبته لله. لا يقال: على هذا يدور الامر بين رفع اليد عن ظاهر الآية برواية ابن شعيب أو برواية سعد والترجيح بحسب السند مع الأولى. لأنه يقال: خبر ابن شعيب معارض لظاهر ما يستفاد من الكتاب وهو ان الامر بخلع النعلين كان للتعظيم كما يدل عليه خبر ابن شعيب أيضا، فإنه قد دل على ذلك وان خصصه بما إذا كان النعل من جلد حمار ميت ومعارضته للكتاب انما يكون لأجل دلالة الخبر على اختصاص التعظيم بما إذا كان النعل من جلد حمار ميت مع أن العرف لا يساعد مع اختصاصه بخصوص هذا المورد ويرى تفسيره بالمورد منافيا للاحترام والتعظيم، فحديث ابن شعيب مردود من جهة دلالته بهذا الاختصاص ونفى الباس عن سائر الموارد، واما كون المراد من خلع النعلين، خلع محبة الأهل فهو تفسير لا ينفى رجحان خلع النعلين وان كانت الآية ليست بصدد بيان هذا الرجحان فتأمل حتى لا يشتبه عليك الفرق بين التفسيرين بالنسبة إلى ما يستفاد من ظاهر الآية.
هذا، واما قوله (وأيضا قال تعالى ذلك له لما أراد بعثته فلا معنى لقوله في الخبر (استجهله في نبوته) فالأنبياء كانوا لا يعرفون شيئا من الشريعة قبل الوحي إليهم بها، ثم من أين ان صلاة موسى عليه السلام كانت فيها ومن أين اتحاد الشرايع في مثله. الخ. ففيه أولا: ان كلامه هذا غريب منه، فإنه مثل الاجتهاد في مقابل النص، فان الحديث يدل على أن الامر بخلع النعلين لم يكن لبيان حكم شرعي ابتدائي كما استظهرنا ذلك من الآية أيضا وان موسى كان يصلى في نعله هذا وبعد ذلك يتجه ما أورد في الحديث على التفسير الذي زعمه الفقهاء ورد الحديث بانكار ذلك والترديد في أن صلاة موسى على نبينا وآله وعليه السلام كانت فيها وفى اتحاد الشرايع في مثله بعد دلالة الحديث عليه في غير محله ومن الهفوات.
السابع من الوجوه التي توهم انها تشهد بوضع حديث سعد تضمنه ان الله تعالى أوحى إلى موسى ان انزع حب أهلك من قلبك ان كان محبتك لي خالصة مع أن محبة
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»