وانتشارها بمكة أن يصنع له طعاما، وأن يدعو له بني عبد المطلب، فصنع له الطعام، ودعاهم له، فخرجوا ذلك اليوم، ولم ينذرهم (صلى الله عليه وآله) لكلمة قالها عمه أبو لهب.
فكلفه في اليوم الثاني أن يصنع مثل ذلك الطعام، وأن يدعوهم ثانية، فصنعه ودعاهم، فأكلوا. ثم كلمهم (صلى الله عليه وآله) فدعاهم إلى الدين، ودعاه معهم، لأنه من بني عبد المطلب. ثم ضمن لمن يوازره منهم وينصره على قوله أن يجعله أخاه في الدين ووصيه بعد موته، وخليفته من بعده، فأمسكوا كلهم وأجابه هو وحده وقال (أنا أنصرك على ما جئت به، وأوازرك وأبايعك)، فقال لهم - لما رأى منهم الخذلان ومنه النصر، وشاهد منهم المعصية ومنه الطاعة، وعاين منهم الاباء ومنه الإجابة - (هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي.) فقاموا يسخرون ويضحكون ويقولون لأبي طالب (اطع ابنك، فقد أمره عليك) (1).
الطريق العاشر: ما أخرجه المتقي عن علي (عليه السلام) قال:
(قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بني عبد المطلب! اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت: يا نبي الله! أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي، ثم قال (هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا (ابن جرير، وفيه عبد الغفار بن القاسم، قال في المغني: تركوه) (2).
أقول: لم يتركوه إلا لولائه لأهل البيت، ولروايته فضائل ابن عم النبي وأخيه ووصيه وخليفته.
الطريق الحادي عشر: ما أخرجه أيضا المتقي عن علي (عليه السلام) قال:
(لما نزلت هذه الآية (وأنذر عشيرتك الأقربين) جمع النبي (صلى الله عليه وآله) من أهل بيته، فاجتمع ثلاثون، فأكلوا وشربوا، فقال لهم (من يضمن عني ديني ومواعيدي، ويكون