البلدان لا يغيب عنها نور الشمس تماما بل يصلها عبر القطب الشمالي (حيث لا حاجز بينها وبين البلدة) ويتم هذا في أواخر الربيع وأوائل الصيف (حيث النهار الأطول) فعند ما تغرب الشمس يبقى تمام الليل ذا نور كنور الفجر الذي هو متعارف في البلدان الاسلامية (مثلا) حيث أن الشمس لم تغب بالمقدار الذي يجب أن تغيب في البلدان الأخرى أو الأيام الأخرى، ولكن هناك حالة ثانية وهي التي يبتدأ بازدياد النور بعد ثباتها. وللمثال مدينة لندن: فان الفجر ينعدم فيه خلال شهرين تقريبا من 23 آيار إلى 20 تموز ففي هذه الأيام نرى حالة الليل فيها حالة الفجر حيث لم يكن هناك ظلام مطبق لأن الشمس لم تغب عنها تماما كما في سائر البلدان أو سائر الأيام فيها بل إن النور الفجري في هذه الليالي متواصل فلم يمكن أن يتحقق الفجر ولكن هناك في وقت مبكر من الصباح يبتدأ هذا النور بالازدياد والانتشار فلو اعتبرناها فجرا لهذا البلد لكان الفارق بين اليوم الذي يتحقق فيه الفجر الحقيقي، اليوم الذي لم يتحقق الفجر كثيرا ففي يوم 22 آيار الذي يتحقق فيه الفجر بلندن مثلا كسائر البلدان يكون الفجر في الساعة (22: 1) وطلوع الشمس في الساعة (58: 4) (1) وفي يوم 23 آيار الذي لم يتحقق فيه الفجر كسائر البلدان أو الأيام يكون ابتداء ازدياد النور فيه في الساعة (12: 3) وطلوع الشمس في الساعة (57: 4).
هناك ملاحظات لابد من ذكرها:
1 - ان الفجر الحقيقي يتحقق بنزول الشمس عن خط الأفق ب (18) درجة في سائر البلدان ولكن بلندن مثلا في بعض الأيام من 23 آيار إلي 20 تموز) فقط لا يتحقق نزول الشمس عن خط الأفق (18) درجة بل غاية نزوله (12) درجة فقط فيبقى نور الشمس مبانا - كما في الفجر في الأيام العادية - في تمام الليل) 2 - إن المتعارف عند المسلمين في لندن مثلا هو الاعتماد في تمام السنة على (12) درجة حتى في الأيام التي يتحقق فيها الفجر الحقيقي والتي هي عشرة أشهر تقريبا خلافا للبلدان التي يتحقق فيها الفجر في تمام السنة فإنهم يعتمدون على (18) درجة.