الحسن أدخلها عليك في ليلتنا هذه أو في ليلة غدا إنشاء الله فقمت فرحا مسرورا وأمر أزواجه أن يزين فاطمة ويطيبنها ويفرشن لها بيتا ليدخلها على بعلها ففعلن ذلك وأخذ رسول الله من الدراهم التي سلمها الى أم سلمة عشرة دراهم فدفعها الى علي وقال اشتر سمنا وتمرا واقطا فاشتريت وأقبلت به الى رسول الله فحر عن ذراعيه ودعا بسفرة من ادم وجعل يشدخ التمر و السمن ويخاطهما بالاقط حتى اتخذه حيا أبو بكر مردويه في حديثه فمكث علي تسعة وعشرين ليلة فقال له جعفر وعقيل سله أن يدخل علي اهلك فعرفت أم أيمن ذلك وقالت هذا من أمر النساء وخلت به أم سلمة فطالبته بذلك فدعاه النبي وقال حبا وكرامة فأتى أصحابه بالهدايا فأمر بطحن البتر وخبزه وأمر عليا بذبح البقر والغنم فكان النبي يفصل ولم ير على يده أثر دم فلما فرغوا من الطبخ أمر النبي أن ينادي على رأس داره أجيبوا رسول الله وذلك وذلك لقوله وأذن في الناس بالحج فأجابوا من النخلات و الزروع فبسط النطوع في المسجد وصدر الناس وهو أكثر من أربعة آلاف رجل وساير نساء المدينة ورفعوا منها ما أرادوا لم ينقص من الطعام شئ ثم عادوا في اليوم الثاني وأكلوا في اليوم الثالث أكلوا مبعوثة أبي أيوب ثم دعا رسول الله بالصحاف فملئت ووجه الى منازل أزواجه ثم أخذ صحفة فقال هذا لفاطمة وبعلها ثم دعا فاطمة وأخذ يدها فوضعها في يد علي وقال بارك في ابنة رسول الله يا علي نعم الزوج فاطمة ويا فاطمة نعم البعل علي وكان النبي أمر نساؤه أن يزينها ويصلحن من شأنها في حجرة أم سلمة فاستدعين من فاطمة طيبا فأتت بقارورة فسألت عنها فقالت دحية الكلبي يدخل على رسول الله فيقول يا فاطمة هاتي الوسادة فأطرحيها لعمك فكان إذا نهض سقط من بين ثيابه شئ فيأمرني بجمعه فسئل رسول الله عن ذلك فقال هو عنبر يسقط من أجنحة جبرئيل وأتت بماء ورد فسألت أم سلمة عنه فقالت هذا عرق رسول الله كنت أخذه عند قيلولة النبي عندي وروي أن جبرئيل أتى بحلة قيمتها الدنيا فلما لبستها تحيرن نسوة قريش منها وقلن من
(٥٩)