مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - الصفحة ٥٦
بتمجيده وأن يثني عليه بما هو أهله وليس في الملائكة أكثر منطقا ولا أعلى لغة من راحيل الملك فعلا المنبر وحمد ربه ومجده وقدسه وأثنى عليه بما هو أهله فأرتجت السموات فرحا وسرورا قال جبرئيل ثم أوحى الله الى أن أعقد عقدة النكاح فأني قد زوجت أمتي فاطمة بنت حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم عبدي علي بن أبي طالب فعقدت عقدة النكاح وأشهدت على ذلك الملائكة أجمعين وكتب شهادتهم في هذه الحريرة وقد أمرني ربي عز وجل أن أعرضها عليك وأن أختمها بخاتم مسك وأن أدفعها الى رضوان وأن الله عز وجل لما أشهد الملائكة على تزويج علي من فاطمة أمر شجرة طوبى أن تنثر حملها من الحلي والحلل فنثرت ما فيها فالتقطته الملائكة والحور العين وأن الحور ليتها دينه ويفخرن به الى يوم القيامة يا محمد أن الله عز وجل أمرني أن أمرك أن تزوج عليا في الأرض فاطمة وتبشرهما بغلامين زكيين نجيبين طاهرين طيبين خيرين فاضلين في الدنيا والآخرة يا أبا الحسن فوالله ما عرج الملك عندي حتى دقت الباب إلا وأني منفذ فيك أمر ربي عز وجل أمضي يا أبا الحسن أمامي فإني خارج الى المسجد ومزوجك على رؤس الناس وذاكر من فضلك ما تقربه عينك وأعين محبيك في الدنيا والآخرة قال علي فخرجت من عند رسول الله مسرعا وأنا لا أعقل سرورا وفرحا فأستقبلني أبو بكر وعمر فقالا ما ورائك فقلت زوجني رسول الله ابنته فاطمة وأخبرني أن الله عز وجل زوجنيها من السماء وهذا رسول الله خارج في أثري ليظهر ذلك بحضرة الناس ففرحا بذلك فرحا شديدا ورجعا معي الى المسجد فما توسطناه حتى لحق بنا رسول الله وأن وجهه ليتهلل سرورا وفرحا فقال يا بلال فأجابه فقال لبيك يارسول قال أجمع المهاجرين والأنصار فجمعهم ثم رقى درجة من المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال معاشر المسلمين أن جبرئيل أتاني آنفا فأخبرني عن ربي عز وجل أنه جمع الملائكة عند البيت المعمور وأنه أشهدهم جميعا أنه زوج أمته فاطمة أبنة رسول الله من عند عبده علي بن أبي طالب وأمرني أن أزوجه في الأرض وأشهدكم على ذلك ثم جلس وقال لعلي قم يا أبا الحسن
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»