ثراؤها وبذلها الأموال لنشر الدعوة الإسلامية ثم ما بذلته من أموالها الطائلة في سبيل نشر دعوته الحقة، الأمر الذي أشار إليه القرآن المجيد وجعله نعمة عظمى أنعم الله بها عليه بقوله مخاطبا له " ووجدك عائلا فأغنى " [الضحى / 8]. فقد ذكر الكثير من المفسرين أن المراد من هذه الآية الكريمة: أي وجدك فقيرا فأغناك بأموال خديجة أولا، وبالغنائم الكثيرة وغيرها، ثانيا وحتى ورد أنه: إنما قام الإسلام بأموال خديجة وسيف علي بن أبي طالب. (1) مكانتها عند النبي (ص) ولذلك وغير ذلك كان رسول الله (ص) يرى لخديجة المكانة العظمى والمنزلة السامية ويظهر لها ذلك في حياتها، وأظهر ذلك بعد وفاتها مما لم يظهر تلك المنزلة لواحدة من أزواجه.
حتى روت الصحاح والسنن والمسانيد والمؤرخون والمحدثون عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: كان رسول الله (ص) لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزا، فقد أبدلك الله خيرا منها، فغضب حتى أهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال: لا والله ما أبدلني خيرا منها، آمنت