فاطمة والمفضلات من النساء - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٥٧
وكون هذه الآية نازلة فيهم وأنهم هم الذين اصطفاهم الله وأورثهم الكتاب، وهم السابقون إلى الخيرات، بهذا استفاضت روايات أهل البيت استفاضة كثيرة جدا (1).
وللإمام الرضا (ع) حول هذه الآية محاجة طويلة مع جماعة من علماء أهل العراق وخراسان في مجلس المأمون العباسي، وأثبت الإمام (ع) أن الذين اصطفاهم الله وأورثهم الكتاب وسبقوا غيرهم بالخيرات إنما هم عترة النبي (ص) أهل بيته من بعده، أثبت ذلك بعشرات من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية مع دليل العقل والمنطق الحاسم بحيث اعترف بعد تلك

(1) راجع (البحار) ج 23 باب أن من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الأئمة (ع) ص 212 - 228 فإنه ذكر في هذا الباب ما يدل على هذا المعنى من بعض الآيات القرآنية والأخبار الواردة عن النبي (ص) وأهل بيته، وفي بعض تلك الأخبار أن الآية الكريمة " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا " نازلة في خصوص آل محمد (ص) وذريته وأنهم هم الذين قسمهم الله تعالى إلى ثلاثة أقسام. وهم الظالم لنفسه منهم وهو الذي لا يعرف حق الإمام. والمقتصد منهم الذي عرف حق الإمام، والسابق بالخيرات وهو الإمام نفسه. وهناك قول آخر وهو أن الأقسام الثلاثة يعود الضمير فيها إلى مجموع عباد الله من هذه الأمة وقد أختار هذا القول السيد المرتضى وأن منهم الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات، وهم الأئمة أورثهم الكتاب بعد النبي (ص) واصطفاهم. وعلى كل الذي لا خلاف فيه بإجماع الشيعة الإمامية، والثابت في روايات أهل البيت المستفيضة هو أن الذين أورثهم الكتاب واصطفاهم، وسبقوا غيرهم بالخيرات بعد النبي (ص) هم الأئمة (ع) راجع تفسير الآية في (الميزان) ج 17 ص 43 - 50.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»