أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ثم قرأ " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم " [الفتح / 11].
قال: ولما كانت الليلة التي أصيب حمزة في يومها دعا به رسول الله (ص) فقال: يا حمزة يا عم رسول الله (ص) يوشك ان تغيب غيبة بعيدة فما تقول لو وردت على الله تبارك وتعالى وسألك عن شرائع الإسلام وشروط الإيمان؟ فبكى حمزة وقال: بأبي أنت وأمي أرشدني وفهمني فقال: يا حمزة تشهد ان لا آله إلا الله مخلصا، وأني رسول الله بعثني بالحق، قال حمزة: شهدت، قال: وان الجنة حق وان النار حق وان الساعة آتية لا ريب فيها، وان الصراط حق، والميزان حق، ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وفريق في الجنة وفريق في السعير وان عليا أمير المؤمنين، قال حمزة شهدت وأقررت وآمنت وصدقت، وقال الأئمة من ذريته: الحسن والحسين وفي ذرية ولده قال حمزة: آمنت وصدقت، وقال: فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، قال: نعم صدقت وقال (ص): حمزة سيد الشهداء وأسد الله وأسد رسوله وعم نبيه، فبكى حمزة وقال: نعم صدقت وبررت يا رسول الله وبكى حتى سقط على وجهه، وجعل يقبل عيني رسول الله (ص) وقال: جعفر أبن أخيك طيار في الجنة مع الملائكة، وان محمدا وآله خير البرية، تؤمن يا حمزة بسرهم وعلانيتهم وظاهرهم وباطنهم وتحيى على ذلك وتموت، توالي من والاهم. وتعادي من عاداهم. قال: نعم يا رسول الله. أشهد الله وأشهدك وكفى بالله شهيدا، فقال رسول الله (ص) سددك الله ووفقك.