على منبر دمشق فليس بشئ حتى ترى أهل المغرب " ص 76، ومثل هذا الحديث يدل على أنه كان معروفا عند الرواة التابعين أنه لابد من دخول قوات مغربية إلى بلاد الشام قبل خروج السفياني.
والمقصود بأهل المغرب، والمغربي، هذه النصوص مغرب الدولة الاسلامية الذي يشمل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب حاليا. وليس المقصود بها قوات الدول الغربية، ولا خصوص دولة المغرب المعاصرة، التي كان يطلق عليها اسم مراكش. ويؤيد بذلك أن هذا الجيش المغربي سمي في بعض الروايات جيش البربر، والبربر.
ويحدد حديث آخر أول وصول هذه القوات بأنه يتزامن مع الهزة الأرضية والخسف، ففي مخطوطة ابن حماد بن محمد بن الحنفية قال " يدخل أوايل أهل المغرب مسجد دمشق فبينا هم ينظرون في أعاجيبه إذ زحفت الأرض فانقعر غربي مسجده، ويخسف بقرية يقال لها حرستا، ثم يخرج عند ذلك السفياني " ص 71.
أما لماذا تأتي هذه القوات، وما هو دورها؟ فقد يظن أنها تأتي نجده لأهل الشام ضد عدوهم الخارجي من اليهود والروم. أو يظن أنها تجئ عونا لبعض أطراف الصراع الداخلي في بلاد الشام. ولكن يوجد بعض الأحاديث تكشف عن أنها تجئ لمواجهة قوات الخراسانيين الممهدين التي تكون قد دخلت الشام. وبما أن هدف الرايات السود بحسب كل الرويات هو إيلياء - القدس، فلابد أن يكون مجئ القوات المغربية المعارضة لها لمنعها من التقدم نحو هدفها، خاصة إذا لا حظنا الرواية التي تتحدث عن معركة بينهما عند القنطرة، التي يبدو أنها مدينة القنيطرة السورية المحتلة، فقد روى ابن حماد عن الزهري قال " يلتقي أصحاب