عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٩٦
فيها الناس، ويصيبهم خوف شديد من القتل، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، فإن ذلك في كتاب لبين، ثم تلا هذه الآية " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين " البحار ج 52 ص 229.
وتحديد هذه الضائقة بسنة الظهور في هذه الرواية لا يمنع أن تكون موجودة قبلها بمدة، ثم تكون في سنة الظهور أشد مما سبقها، ثم يكون الفرج.
أما مدة هذه الفتنة على بلاد الشام، فتذكر الأحاديث أنها طويلة متمادية، كلما قالوا انقضت تمادت و " ويطلبون منها المخرج فلا يجدونه " البحار ج 52 - ص 298، وتصفها بنفس أوصاف فتنة الغربيين والشرقيين التي تدخل كل بيت من بيوت العرب، وكل بيت من بيوت المسلمين، وبأنها " كلما رتقوها من جانب انفتقت من جانب آخر، أو جاشت من جانب آخر " كما في ص 9 و 10 من مخطوطة ابن حماد، وغيرها.
وهي أوصاف طبيعية لهذه الفتنة ما دامت نتيجة من نتائج الفتنة الخارجية الكبرى. بل تسميها بعض الأحاديث صراحة باسم " فتنة فلسطين " كما تقدم عن مخطوطة ابن حماد ص 63.
وتحدد بعض الأحاديث مدتها باثنتي عشرة سنة وثماني عشرة سنة، ويحتمل أن يكون ذلك مدة مرحلتها الأخيرة لامدته كلها. ونرجو أن يكون ذلك مدة مرحلتها من بداية الحرب الأهلية في لبنان. فعن سعيد بن المسيب قال " تكون فتنة في بلاد الشام كأن أولها لعب الصبيان، ثم لا يستقيم أمرهم على شئ ولا يكون لهم جماعة، حتى ينادي مناد من السماء عليكم بفلان، وتطلع كف تشير " مخطوطة ابن حماد ص 93، والنداء السماوي المذكور هو
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»