عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٩٥
عليه السلام بين بعضهم. و " على ثلاث رايات " أي أن أصحاب المهدي عليه السلام ثلاث فرق، ويقاتلهم أهل سبع رايات، أي أتباع سبعة زعماء متفقين على قتال المهدي وأصحابه، ولكنهم غير متفقين فيما بينهم، لان كل واحد منهم يطمع بالملك والرئاسة. وهذا لا يمنع أن يكون رئيسهم جميعا السفياني، لان سلطته سرعان ما تضعف بسبب مغامراته العسكرية في العراق والحجاز وهزائم جيشه، مما يفسح المجال لطمع أصحابه ومعارضيه في السلطة، في نفس الوقت الذي يقاتلون فيه الإمام المهدي عليه السلام.
وتذكر أحاديث أخرى الحصار الاقتصادي الغربي لبلاد الشام والأزمة التموينية التي تمر على الناس، دون أن تحدد مدتها. ومن الطبيعي أن يكون ذلك مرافقا للفتنة الخارجية والداخلية، وأن يكون وسيلة من وسائل الضغط الغز؟ على المسلمين. وتذكر بعض الأحاديث أن الامر يبلغ مداه في الجوع والخوف في سنة الظهور، فعن النبي صلى الله عليه وآله قال " يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولامد. قلنا من أين؟ قال: من قبل الروم. ثم سكت هنيهة ثم قال: يكون في آخر الزمان خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عدا " البحار ج 51 ص 92، فالسبب في هذه الضائقة الاقتصادية المالية والغذائية (منع الدينار والمد) يكونون الروم، أي الغربيين.
وعن جابر بن يزيد الجعفي قال: " سألت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام (أي الإمام الباقر) عن قوله تعالى " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع " فقال: الجوع عام وخاص. فأما الخاص من الجوع فبالكوفة، يخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم. وأما العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم (به) قط. أما الجوع فقبل قيام القائم، وأما الخوف فبعد قيام القائم " البحار ج 52 ص 229.
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال " لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»