عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٨٤
العزيز الرحيم " 1 - 5 - الروم، ويذكر المؤرخون أن اليهود اشتروا من الفرس عند انتصارهم عددا كبيرا من الاسرى النصارى بلغ تسعين ألفا، وذبحوهم.
وعندما انتصر هرقل على الفرس بعد بضع سنين نكل باليهود وطرد من بقي في القدس منهم، وأصبحت القدس عند النصارى محرمة اليهود، ولذلك اشترطوا على الخليفة عمر بن الخطاب أن لا يسكن فيها يهودي فأجابهم إلى طلبهم، وكتب ذلك في عهد الصلح لهم كما ذكره الطبري في تاريخه ج 3 ص 105 وكان ذلك في سنة 638 م، أي سنة 17 هجرية حيث أصبحت القدس وفلسطين جزءا من الدولة الاسلامية إلى سنة 1343 ه‍، 1925 م عندما سقطت الخلافة العثمانية بأيدي الغربيين.
وهذه الخلاصة لتاريخ اليهود تكشف لنا أمورا عديدة، منها تفسير الآيات الشريفة حولهم في سورة الإسراء وغيرها. وحاصل تفسيرها: أن المقصود بقوله تعالى " لتفسدن في الأرض مرتين " مرة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله ومرة بعدها، فهو التقسيم الوحيد المناسب لافسادهم الكثير الملئ به تاريخهم.
والمقصود بقوله تعالى: " بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد " المسلمين، حيث سلطنا الله تعالى عليهم في صدر الاسلام فجاس أسلافنا خلال ديارهم، ثم دخلوا المسجد الأقصى. ثم رد الكرة لليهود علينا عندما ابتعدنا عن الاسلام، وأمدهم بأموال وبنين، وجعلهم أكثر نفيرا وأنصارا علينا في العالم. ثم يسلطنا الله تعالى عليهم في المرة الثانية في حركة التمهيد للمهدي عليه السلام، وحركة ظهوره. ولا نجد في تاريخ اليهود قوما سلطهم الله عليهم ثم رد الكرة لليهود عليهم، غير المسلمين.
أما علو اليهود الموعود على الشعوب والأمم الأخرى، فهو مرة واحدة
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 87 88 89 90 ... » »»