من الآية الشريفة أن عدوانهم وصراعاتهم الداخلية أحد أبواب اللطف الإلهي لاطفاء نارهم، بقرينة ذكر إطفاء النار في الآية بعدها وكأنه متفرع عليها " وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ".
هذا، وقد تعرضنا إلى تفسير آيات هذه الوعود الثلاثة لليهود بشئ من التفصيل في كتاب " الممهدون للمهدي " عليه السلام.
أما الأحاديث الشريفة عن دورهم في عصر الظهور، فمنها ما يتعلق بتجمعهم في فلسطين قبل المعركة القاضية عليهم تفسيرا لقوله تعالى " وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض، فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا " الاسراء - 104 أي جئنا بكم من كل ناحية، أو جميعا، كما في تفسير نور الثقلين.. فمن ذلك الحديث الشريف عن مجيئهم وغزوهم لعكا، فعن النبي صلى الله عليه وآله قال " هل سمعتم بمدينة جانب منها في البحر؟ قالوا نعم. قال لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق ". المستدرك ج 4 ص 476.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام " لابنين بمصر منبرا، ولا نقضن دمشق حجرا حجرا، ولأخرجن اليهود من كل كور العرب، ولأسوقن العرب بعصاي هذه " فقال الراوي وهو عباية الأسدي: قلت له يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيا بعد ما تموت؟ فقال: " هيهات يا عباية ذهبت غير مذهب. يفعله رجل مني " أي المهدي عليه السلام - البحار ج 53 ص 60.
وهذا يدل على أن اليهود يتسلطون أو يتواجدون في كثير من بلاد العرب. وسوف نذكر معركة المهدي عليه السلام مع السفياني ومعهم، في أحداث بلاد الشام وأحداث حركة الظهور.