عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٦٧
من الآية الشريفة أن عدوانهم وصراعاتهم الداخلية أحد أبواب اللطف الإلهي لاطفاء نارهم، بقرينة ذكر إطفاء النار في الآية بعدها وكأنه متفرع عليها " وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ".
هذا، وقد تعرضنا إلى تفسير آيات هذه الوعود الثلاثة لليهود بشئ من التفصيل في كتاب " الممهدون للمهدي " عليه السلام.
أما الأحاديث الشريفة عن دورهم في عصر الظهور، فمنها ما يتعلق بتجمعهم في فلسطين قبل المعركة القاضية عليهم تفسيرا لقوله تعالى " وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض، فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا " الاسراء - 104 أي جئنا بكم من كل ناحية، أو جميعا، كما في تفسير نور الثقلين.. فمن ذلك الحديث الشريف عن مجيئهم وغزوهم لعكا، فعن النبي صلى الله عليه وآله قال " هل سمعتم بمدينة جانب منها في البحر؟ قالوا نعم. قال لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق ". المستدرك ج 4 ص 476.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام " لابنين بمصر منبرا، ولا نقضن دمشق حجرا حجرا، ولأخرجن اليهود من كل كور العرب، ولأسوقن العرب بعصاي هذه " فقال الراوي وهو عباية الأسدي: قلت له يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيا بعد ما تموت؟ فقال: " هيهات يا عباية ذهبت غير مذهب. يفعله رجل مني " أي المهدي عليه السلام - البحار ج 53 ص 60.
وهذا يدل على أن اليهود يتسلطون أو يتواجدون في كثير من بلاد العرب. وسوف نذكر معركة المهدي عليه السلام مع السفياني ومعهم، في أحداث بلاد الشام وأحداث حركة الظهور.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»