عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٦٤
المسلمين أن القوم الذين وعد الله تعالى أن يبعثهم عليهم في المرتين أمة واحدة، وأن الصفات التي ذكرت لهم، وصفات حربهم لليهود لا تنطبق الا على المسلمين. فملوك المصريين والبابليين واليونان والفرس والروم وغيرهم ممن تسلط على اليهود لا يوصفون بأنهم " عبادا لنا " ولاحدث أن غلبهم اليهود بعد العقوبة الأولى، كما ذكرت الآيات الشريفة. بينما غلبنا اليهود بعد عقوبتنا لهم في صدر الاسلام، وأمدهم الله سبحانه بأموال وبنين وجعلهم أكثر منا أنصار في العالم، ونفيرا علينا بمساعدة الدول الكبرى. وهاهم يفسدون في الأرض ويستعلون علينا وعلى الشعوب. وهاهم مجاهدونا بدؤوا يوجهون إليهم ضربات تسئ وجوههم.
ومما يدل على ذلك أيضا أن مراجعة تاريخهم من بعد موسى عليه السلام تدل على أنهم قد تحقق منهم الافساد في تاريخهم وحاضرهم، ولكن علوهم الموعود لم يتحقق على أي شعيب إلا في عصرنا الحاضر، فهو العلو الوحيد الموعود الذي تأتي على أثره العقوبة الموعودة بتتبيرهم. وهو أمر واضح لكل ناظر في خلاصة تاريخهم التي سنذكرها.
الوعد الإلهي بالتسليط الدائم عليهم قال الله عز وجل " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب. إن ربك لسريع العقاب، وإنه لغفور رحيم. وقطعناهم في الأرض أمما.
منهم الصالحون، ومنهم دون ذلك. وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون " الأعراف - 167 - 168. معنى هاتين الآيتين الشريفتين: أنه تعالى أعلن وقضى بأنه سيسلط على اليهود من يعاقبهم ويعذبهم إلى يوم القيامة، فهو سريع العقوبة وهو الغفور الرحيم. وأن من عقوبته تعالى لهم أن شتتهم في
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»