عن عموم الوعد بالتسليط عليهم، حتى يجئ وعد العقوبة الثانية على يد المسلمين أيضا.
وقد وردت الأحاديث الشريفة عن الأئمة عليهم السلام بأن هذا الوعد الإلهي قد انطبق عليهم أيضا على أيدي المسلمين. فقد نقل صاحب مجمع البيان في تفسير هذه الآية اجماع المفسرين على ذلك فقال " والمعني به أمة محمد صلى الله عليه وآله عند جميع المفسرين، وهو المروي عن أبي جعفر (ع) أي الإمام الباقر . ورواه القمي في تفسيره عن أبي الجارود عن الباقر عليه السلام أيضا.
الوعد الإلهي بإطفاء نارهم قال الله عز وجل " وقالت اليهود يد الله مغلولة، غلت أيديهم، ولعنوا بما قالوا. بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء. وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا، وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله. ويسعون في الأرض فسادا، والله لا يحب المفسدين " المائدة - 64.
وهو وعد الهي بإطفاء نار الحروب التي يوقدونها، سواء كانوا طرفا مباشرا فيها أو حركوا لها الآخرين. وهو وعد لا استثناء فيه لأنه بلفظ " كلما أوقدوا " والتاريخ البعيد والقريب يشهد بأنهم كانوا وراء إشعال عدد كبير من الفتن والحروب، ولكن الله تعالى حقق وعده باللطف بالمسلمين والبشرية، وأبطل كيد اليهود وأحبط خططهم وأطفأ نارهم. ولعل أكبر نار وفتنة أوقدوها على المسلمين والعالم نار الحرب الفعلية التي حركوا لها الغرب والشرق، وكانوا طرفا مباشرا فيها في فلسطين، وطرفا غير مباشر في أكثر بلاد العالم. ولم يبق الا أن يتحقق الوعد الإلهي بإطفائها. ويفهم