والرأي الصحيح: أن العقوبة الأولى على إفسادهم الأول قد وقعت في صدر الاسلام على يد المسلمين، ثم رد الله الكرة لليهود على المسلمين عندما ابتعد المسلمون عن الاسلام، وأفسد اليهود ثانية وعلوا في الأرض، وسيجئ وقت العقوبة الثانية وستكون على أيدي المسلمين أيضا، عندما يعودون إلى اسلامهم مجددا. وبهذا التفسير وردت الأحاديث الشريفة عن الأئمة عليهم السلام، فقد فسرت هؤلاء القوم الذين سيبعثهم الله تعالى على اليهود في المرة الثانية بأنهم المهدي عليه السلام وأصحابه، وبأنهم أهل قم، وبأنهم قوم يبعثهم الله تعالى قبل ظهور القائم عليه السلام. ففي تفسير العياشي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال بعد أن قرأ قوله تعالى " بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد ": هو القائم وأصحابه، أولو بأس شديد ".
وفي تفسير نور الثقلين، عن روضة الكافي، عن الإمام الصادق عليه السلام، أنه قال في تفسيرها " قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم، فلا يدعون وترا لآل محمد صلى الله عليه وآله إلا قتلوه ".
وفي بحار الأنوار ج 60 ص 216 عن الإمام الصادق عليه السلام " أنه قرأ هذه الآية فقلنا: " جعلنا فداك من هؤلاء؟ فقال ثلاث مرات: هم والله أهل قم، هم والله أهل قم، هم والله أهل قم ".
والروايات الثلاث متفقة في المقصود ولا تعارض بينها، لان أهل قم بمعنى إيران هم أنصار المهدي الذين يبعثهم الله تعالى للتمهيد له، وفيهم العديد من أصحابه الخاصين عندما يظهر، كما دلت الأحاديث. مضافا إلى أن مقاومة اليهود من قبل هؤلاء القوم ومن معهم من المسلمين تكون على مراحل، حتى يظهر المهدي عليه السلام، فيكون القضاء النهائي على اليهود بقيادته وعلى يده، أرواحنا فداه.
ومما يدل على أن العقوبة الثانية الموعودة لليهود ستكون على أيدي