فإذا كن إناء عقلي محدودا، وإناء قلبي صغيرا، يمتلئ ويغص بحب عظماء المخلوقين فلا يبقى فيه لحب الخالق مجال. فعلي أن أعذر أصحاب العقول الوافرة، والقلوب الكبيرة، التي تتسع للجمع والتركيب، وفهم قمم الأرض وآفاق السماء، ومعايشتها جميعا.
مقام الإمام المهدي عند الله تعالى ومن المناسب قبل أن نقدم مقطوعات من الأحاديث والأدعية والزيارات، لتكون نماذج عن عقيدتنا بالامام المهدي أرواحنا فداه، ومشاعرنا نحوه. أن نذكر شيئا من الأحاديث التي وردت في مقامه، فقد ورد في مصادر الفريقين أن مقامه أرواحنا فداه مقام عظيم عند الله تعالى، وأنه سيد في الدنيا والآخرة، وأنه من سادة أهل الجنة، وطاووس أهل الجنة، وأن عليه من نور الله تعالى جلابيب تتوقد، وأنه ملهم مهدي من الله تعالى وان لم يكن نبيا، وأن الله تعالى يجرى على يديه كثيرا من الكرامات والآيات والمعجزات.
بل إن الحديث المعروف الذي روته المصادر المعتبرة عند الشيعة والسنة يدل على أنه أرواحنا فداه في مصاف الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم.
فعن النبي صلى الله عليه وآله قال " نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة، أنا وحمزة وعلي والحسن والحسين والمهدي " غيبة الطوسي 13 وصواعق ابن حجر 158.
وقد وردت في مصادرنا أحاديث مفصلة في فضائل الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، ومقامهم العظيم عند الله تعالى، ومنها أحاديث خاصة بالامام المهدي المنتظر أرواحنا فداه، وأنه نور الله في أرضه، وحجته على خلقه، والقائم بالحق، وخليفة الله في الأرض، وشريك القرآن في وجوب الطاعة،