عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٣٣٦
وبعصمتهم، وبغيبة المهدي المنتظر أرواحنا فداه. ولكن الميزان في الأمور الممكنة ليس هو الاستبعاد ولا الاستحسان، بل ثبوت النص عن النبي صلى الله عليه وآله، وقد ثبتت عندنا النصوص المتواترة القطعية، الدالة على إمامته وغيبته عليه السلام. ومتى ثبت النص وقام الدليل، فعلى المسلم أن يقبله ويتعبد به، وعلى الآخرين أن يعذروه أو يقنعوه. ورحم الله القائل:
نحن أتباع الدليل * حيثما مال نميل وإخواننا السنة وان لم يوافقونا على انطباق المهدي الموعود على الإمام محمد بن الحسن العسكري عليه السلام، إلا أنهم يوافقوننا على كل ما ورد بشأنه من الأحاديث الشريفة، من البشارة به، وحركة ظهوره، وتجديد الاسلام على يده، وشموله العالم. حتى أنك تجد أحاديثه عليه السلام واحدة أو متقاربة في مصادر الفريقين، كما سترى في الفصل التالي إن شاء الله.
على أن عددا من علماء السنة يوافقنا أي على أنه هو الإمام محمد بن الحسن العسكري عليه السلام، مثل ابن عربي والشعراني وغيرهم، ممن صرحوا باسمه ونسبه، وثبت عندهم أنه حي غائب. وقد ذكر أسماء مجموعة منهم صاحب كتاب " المهدي الموعود " وهذا الاشتراك في عقيدة المهدي عليه السلام بين جميع المسلمين، يجب أن يستثمره العلماء والعاملون لنهضة الأمة، لأنه عقيدة ذات تأثير حيوي في جماهير المسلمين، من شأنها أن ترفع مستوى إيمانهم بالغيب، وبوعد الله تعالى لهم بالنصر، وترفع معنوياتهم في مقاومة أعدائهم، والتمهيد لامامهم الموعود عليه السلام.
ولا يصح أن يكون عدم ثبوت انطباقه على الإمام محمد بن الحسن
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»