عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٣٣٩
والأنبياء صلوات الله عليهم، ظاهر أمرهم وحالهم، ولا نرى قممهم الشامخة، وعوالمهم العقلية والروحية العالية. وإذا رأى أحد شيئا من ذلك نقول عنه مغال، وإذا جاش بذلك عقله أو قلبه، نقول مجنون أو منحرف.
ويبلغ الامر أقصى خطورته عندما نلبسه ثوبا دينيا فنقاوم تقديس الأولياء والأئمة والأنبياء بحجة أنه يتنافى مع تقديس الله تعالى وتوحيده.
فكأن معنى أنهم بشر عليهم الصلاة والسلام أن يكونوا حفنة من رمل الصحراء. وكأن الامر يدور بين رمل الصحراء والسماء، ولا ثالث.
فلا رياض ولا أنهار، ولا روابي ولا قمم. وكأن مثل النور الإلهي الذي حدثنا عنه الله تعالى في سورة النور " مثل نوره كمشكاة فيها مصباح " موجودة في غير أرضنا، ومتجسد في غير هؤلاء العظماء، صلوات الله عليهم.
أعتقد أن هذه الصحوة الاسلامية المباركة، وحركة الأمة نحو إسلامها ومقاومة أعدائها، هي الطريق لان نجد ذاتنا الاسلامية وانساننا المسلم، ونجد من جديد نبينا صلى الله عليه وآله، وأئمتنا وعلماءنا، ونتعامل معهم بما يليق بغنى شخصياتهم الربانية، ومقاماتهم العالية، وتمتلئ قلوبنا مجددا بمخزون الحب والعشق المقدس لهم، الذي يهيؤنا ويفتح لنا باب الحب والعشق الأكبر لمولاهم ومولانا تبارك وتعالى.
إن على من تحجبه الشجرة عن الغابة أن يعذر من يرى الشجرة والغابة معا، والجبال والسماء.
وعلى من يرى أن تقديس العلماء والأولياء والأئمة والأنبياء، والعيش في عوالمهم، مانعا عن تقديس الله تعالى وتوحيده. أن يعذر من يرى ذلك درجات من التعظيم شرعها الاسلام، لتنتظم بها الحياة، وتفتح الطريق إلى تعظيم وتقديس وتسبيح الذي ليس كمثله شئ، تبارك وتعالى.
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»