الشريف في مطلع هذا القرن، والحركات المتضمنة لأفكار مهدية بشكل بارز كحركة الجهاد والهجرة في مصر، وأمثالها من الحركات. لم تنشأ من فراغ، أو من تأثر بأفكار الشيعة عن المهدي، كما يتصور بعضهم.
إن عدد رواة أحاديث المهدي المنتظر من الصحابة والتابعين السنة لا يقل عن عددهم من الشيعة. وذلك من دونها منهم في الأصول والموسوعات الحديثية، ومن ألف فيها مؤلفا خاصا.
ولعل أقدم مؤلف سني وصل إلينا في عقيدة المهدي هو كتاب " الفتن والملاحم " للحفاظ نعيم بن حماد المروزي المتوفى سنة 227 ه. وهو من شيوخ البخاري وغيره من مصنفي الصحاح. وتوجد منه نسخة في مكتبة دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد الهند رقم 3187 - 83، ونسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق رقم 62 - أدب، ونسخة في مكتبة المتحف البريطاني تقع في نحو مئتي صفحة مزدوجة، وقدتم نسخها سنة 706 ه.
ويوجد على بعض صفحاتها عبارة (وقف حسين أفندي) مما يشير إلى أنها أخذت من موقوفات تركيا. وقد سجلت في المكتبة البريطانية سنة 1924 م.
وهي التي نقلنا عنها في هذا الكتاب. أما بقية المصادر الحديثية والعقائدية السنية التي تعرضت لعقيدة المهدي المنتظر أو عقدت لها فصلا فتزيد على الخمسين مصدر بما فيها كتب الصحاح. وأما المؤلفات والرسائل والبحوث الخاصة بالموضوع فهي تقارب عدد المصادر.
كما أن أقدم مؤلف شيعي وصل إلينا في عقيدة المهدي أيضا كتاب " الغيبة " أو كتاب " القائم " للفضل بن شاذان الأزدي النيشابوري المعاصر لنعيم بن حماد، والذي ألف كتابه قبل ولادة الإمام المهدي (ع) وغيبته!
وقد كانت نسخه متداولة بين علمائنا إلى أن فقدت في هذا القرن مع