عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٣١٧
معه هو العهد المعهود له من جده رسول الله عليه وآله، وفيه كما ورد " أقتل ثم اقتل ولا تستتيبن أحدا " أي لا تطلب التوبة من مجرم. وعنه عليه السلام قال " وأما شبهه في جده المصطفى صلى الله عليه وآله فخروجه بالسيف وقتله أعداء الله تعالى وأعداء رسوله، والجبارين والطواغيت، وأنه ينصر بالسيف والرعب، وأنه لا ترد له راية " البحار ج 51 ص 218.
وعن الإمام الجواد عليه السلام قال " ثم لا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله.
ويعلم رضا الله تعالى عنه في ذلك حين يحس الرحمة بقلبه " البحار - ج 51 ص 157، وفي رواية عبد الظيم الحسني رضي الله عنه في نفس المصدر عن الإمام الجواد عليه السلام " فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف خرج بإذن الله ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله تعالى. قلت، وكيف يعلم أن الله قد رضي؟ قال: يلقي الله في قلبه الرحمة " بل جاء في الأحاديث أن بعض أصحابه عليه السلام يرتاب ويعترض عليه لكثرة ما يرى من سفكه لدماء الظالمين، فعن الإمام الباقر عليه السلام " حتى إذا بلغ الثعلبية (اسم مكان في العراق) قام إليه رجل من صلب أبيه (أي من نسبه) هو أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ما خلا صاحب هذا الامر، فيقول: يا هذا ما تصنع؟! فوالله انك لتجفل الناس إجفال النعم! (أي كما يجفل الراعي أو الذئب قطيع الماشية) أفبعهد من رسول الله، أم بماذا؟ فيقول المولى الذي ولي البيعة (أي المسؤول عن أخذ البيعة للامام من الناس): أسكت، لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك. فيقول القائم:
اسكت يا فلان، إي والله إن معي لعهدا من رسول الله صلى الله عليه وآله، هات يا فلان العيبة (أي الصندوق) فيأتيه بها، فيقرأ العهد من رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول الرجل: جعلني الله فداك: أعطني رأسك أقبله، فيعطيه رأسه، فيقبل بين عينيه، ثم يقول: جعلني الله فداك، جدد لنا بيعة، فيجدد لهم بيعة " البحار ج 53 - ص 343، ولا بد أن هناك علامات أو آية يعرف بها أصحابه أن تلك
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»