عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٣١٩
الظاهرية. وقد ورد في الأحاديث الشرية أن الإمام المهدي عليه السلام يقضي بين الناس بحكم الله الواقعي الذي يريه إياه الله تعالى، فلا يطلب من أحد شاهدا أو بينة، وكذلك يستعمل علمه الواقعي في تقتيل الظالمين والفجار، وقد يسير أصحابه في القضاء بين الناس وقتل الفجار بهذه السيرة، أما في بقية الأمور فقد يتعاملون مع الناس على الظاهر، ويكون للخضر وأصحابه صلاحياتهم الخاصة.
بعث الاسلام مجددا وتعميمه على العالم جاء في تفسير قوله تعالى " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " التوبة - 33، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال " أظهر ذلك بعد؟ كلا والذي نفسي بيده، حتى لا تبقى قرية إلا ونودي فيها بشهادة ألا إله الا الله وأن محمدا رسول الله بكرة وعشيا " المحجة للبحراني - ص 86. وعن ابن عباس قال " حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولاصاحب ملة إلا صار إلى الاسلام. وحتى ترفع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، وهو قوله تعالى " ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " وذلك يكون عند قيام القائم عليه السلام " المحجة - ص 87، ومعنى ترفع الجزية أي لا يقبل من أهل الكتاب الا الاسلام.
وعن أبي بصير رحمه الله قال سألت أبا عبد الله (الإمام الصادق) عليه السلام عن قول الله عز وجل في كتابه " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " فقال: والله ما نزل تأويلها بعد. قلت جعلت فداك ومتى ينزل تأويلها؟ قال: حتى يقوم القائم إن شاء الله تعالى، فإذا خرج القائم لم يبق كافر ولا مشرك إلا كره خروجه، حتى لو أن كافرا أو مشركا في
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»