عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٣١١
عريش مصر إلى أنطاكية في تركية، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال " فتح لرسول الله صلى الله عليه وآله فتح لم يفتح له مثله منذ بعثه الله تعالى فقلت له: يهنيك الفتح يا رسول الله قد وضعت الحرب أوزارها. فقال: هيهات هيهات، والذي نفسي بيده إن دونها يا حذيفة لخصالا ستا.. وذكر آخرها صلى الله عليه وآله فتنة الروم وغدرهم بالمسلمين بثمانين راية، وأنهم ينزلون ما بين أنطاكية إلى العريش " ابن حماد ص 118.
وقد ورد في أحاديث نزول عيسى عليه السلام أن الحرب تضع أوزارها عند ذلك. ويؤيد ذلك واقع صراعنا وحروبنا مع الروم التي لم تضع أوزارها، ولن تضع أوزارها حتى يظهر المهدي وينزل عيسى عليهما السلام، وينصرنا الله تعالى على الروم في مرحلة طغيانهم العالمي.
وفي ص 136 " في فلسطين وقعتان في الروم، تسمى إحداهما القطاف، والاخرى الحصاد " أي تكون الثانية كاسحة أكثر من الأولى.
وتشير الرواية التالية إلى أن معركة المهدي عليه السلام مع الغربيين تكون غير متكافئة، وأن ميزان القوة يكون لصالحهم في الظاهر، ولذلك ينضم إليهم بعض ضعاف القلوب من العرب، ويقف آخرون على الحياد، فقد روى ابن حماد في ص 12 عن محمد بن كعب في تفسير قوله تعالى " ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد " قال: الروم يوم الملحمة. وقال قد استنفر الله الاعراب في بدء الاسلام فقالت " شغلتنا أموالنا وأهلونا " فقال: ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد. يوم الملحمة فيقولون كما قالوا في بدء الاسلام، فتحل بهم الآية يعذبكم عذابا أليما. وقال صفوان: حدثنا شيخنا أن من الاعراب من يرتد يومئذ كافرا، ومنهم من يولي على (عن) نصرة الاسلام وعسكره شاكا ".
فالمرتدون هم الذين يقفون إلى جانب الروم، والمتولون هم الواقفون على الحياد، وعذابهم الأليم على يد المهدي عليه السلام بعد انتصاره على الروم.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 315 316 317 ... » »»