عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٤٧
" شديد على العمال رحيم بالمساكين " بينما لا يتبنى الإيرانيون هذه السياسة، ولا يعاقبون المسؤول المقصر أو الخائن لمصالح المسلمين على ملا الناس، ليكون عبرة لغيره. فهم يخافون أن يؤدي ذلك إلى تضعيف الدولة الاسلامية التي هي كيان الاسلام.
ويحتمل أن تكون راية اليماني أهدى في طرحها الاسلامي العالمي، وعدم مراعاتها للعناوين الثانوية الكثيرة والمفاهيم والمعادلات المعاصرة القائمة، التي تعتقد الثورة الاسلامية الإيرانية أنه يجب عليها أن تراعيها.
ولكن المرجح ان يكون السبب الأساسي في أن ثورة اليماني أهدى أنها تحضى بشرف التوجيه المباشر من المهدي عليه السلام، وأنها جزء مباشر من خطة حركته عليه السلام، وأن اليماني يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه. ويؤيد ذلك أن أحاديث ثورة اليمانيين تركز على مدح شخص اليماني قائد الثورة وأنه " يهدي إلى الحق " ويدعو إلى صاحبكم " وانه " لا يحل لمسلم ان يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو إلى النار ". أما ثورة الإيرانيين الممهدة فالتركيز في أحاديثها على مدح جمهورها بعنوان أصحاب الرايات السود وأهل المشرق وقوم من المشرق. أكثر من مدح قادتها كما سيأتي في أحاديثها ما عدا شعيب بن صالح الذي يفهم من أحاديثه أنه متميز عن بقية قادة الرايات السود، ويليه في المدح السيد الخراساني، ثم رجل قم.
ويؤيد ذلك أيضا ان ثورة اليماني قريبة من حركة ظهوره عليه السلام بالنسبة إلى ثورة الإيرانيين الممهدين، حتى لو فرضنا ان اليماني يخرج قبل السفياني أو أنه يماني آخر يمهد لليماني الموعود. بينما بداية ثورة الإيرانيين على يد رجل من قم تكون مبكرة حيث يبدأ بها أمر المهدي عليه السلام.
" يكون مبدؤه من المشرق " والمدة بين بدايتها وبين الخراساني وشعيب قد تكون عشرين أو خمسين سنة، أو ما شاء الله من الزمان. ومثل هذه
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»