عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٤٨
البداية المبكرة إنما تقوم على اجتهاد الفقهاء واجتهاد وكلائهم السياسيين، ولا تتوفر لها ظروف النقاء والنصاعة التي تتوفر لثورة اليماني الموجهة مباشرة من الإمام المهدي عليه السلام.
ومنها حول احتمال أن يكون اليماني متعددا، ويكون الثاني منهما هو اليماني الموعود. فقد نصت الروايات المتقدمة على أن ظهور اليماني الموعود مقارن لظهور السفياني، أي في سنة ظهور المهدي عليه السلام. ولكن توجد رواية أخرى صحيحة السند عن الإمام الصادق عليه السلام تقول " يخرج قبل السفياني مصري ويماني " البحار ج 52 ص 210 عن غيبة الطوسي.
وعليه فيكون هذا اليماني الأول ممهدا لليماني الموعود كما يمهد الرجل من قم وغيره من أهل المشرق للخراساني وشعيب الموعودين.
أما وقت خروج هذا اليماني الأول، فقد حددت الرواية الشريفة أنه قبل السفياني فقط. وقد يكون قبله بمدة قليلة أو سنين طويلة. والله العالم.
ومنها خبر " كاسر عينه بصنعاء " الذي رواه في البحار ج 52 ص 245 عن عبيد بن زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام قال " ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام السفياني فقال: أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء " وهو من الأحاديث الملفتة الواردة في مصادر الدرجة الأولى مثل غيبة النعماني ولعله صحيح السند. ويحتمل أن يكون هذا الرجل الذي يظهر قبل السفياني يمانيا ممهدا لليماني الموعود كما ذكرنا، ويحتمل في تفسير " كاسر عينه " عدة احتمالات أرجحها أنه وصف رمزي مقصود من الإمام الصادق عليه السلام لا يتضح معناه الا في حينه.
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»