بمنطق أحداث الظهور وجغرافية المنطقة أن يكون حكم اليمن والحجاز وبلاد الخليج بعهدة قوات اليمانيين التابعة للمهدي عليه السلام.
ومنها حول السبب في أن راية اليماني أهدى من راية الخراساني. مع أن راية الخراساني ورايات أهل المشرق عامة موصوفة بأنها راية هدى، وبأن قتلاهم شهداء، وأن الله تعالى يؤيد بهم الدين. ومع أن عددا كبيرا نسبيا من الإيرانيين يكونون من وزراء المهدي عليه السلام وخاصة أصحابه. ومنهم قائد قواتهم شعيب بن صالح الذي يجعله المهدي عليه السلام قائد جيشه العام. ومع أن دور الإيرانيين في التمهيد للمهدي عليه السلام دور واسع وفعال على كل الأصعدة. ولهم بعد ذلك فضل السبق والتضحيات حيث يبدأ أمر المهدي عليه السلام بحركتهم. إلى آخر ما ذكرته الأحاديث الشريفة وسنذكره في دورهم في عصر الظهور. فما هو السبب في أن ثورة اليماني ورايته أهدى من ثورة الإيرانيين ورايتهم؟
يحتمل أن يكون السبب في ذلك أن الأسلوب الإداري الذي يستعمله اليماني في قيادته السياسية وإدارة اليمن أصح وأقرب إلى النمط الإداري الاسلامي في بساطته وحسمه. بينما لا تخلو دولة الإيرانيين من تعقيد الروتين وشوائبه. فيرجع الفرق بين التجربتين إلى طبيعة البساطة والقبيلة في المجتمع اليماني. وطبيعة الوراثة الحضارية والتركيب في المجتمع الإيراني.
ويحتمل أن تكون ثورة اليماني أهدى بسبب سياسته الحاسمة مع جهازه التنفيذي، سواء في اختياره من النوعيات المخلصة المطيعة فقط، ومحاسبته الدائمة والشديدة لهم، وهي السياسة التي يأمر الاسلام ولي الأمر أن يتبعها مع عماله كما في عهد أمير المؤمنين عليه السلام إلى عامله في مصر مالك الأشتر رضي الله عنه، وكما ورد في صفات المهدي عليه السلام أنه