أتي به إلى زياد فقال له: " ما قال لك خليلك - يعني عليا عليه السلام - انا فاعلون بك؟ "، قال: " تقطعون يدي ورجلي وتصلبونني "، فقال زياد: " أما والله لأكذبن حديثه، خلوا سبيله ". فلما أراد أن يخرج، قال: " ردوه، لا نجد لك شيئا أصلح مما قال صاحبك، انك لن تزال تبغي لنا سوءا ان بقيت، اقطعوا يديه ورجليه "، فقطعوها وهو يتكلم!، فقال: " أصلبوه خنقا في عنقه "، فقال رشيد: " قد بقي لي عندكم شئ ما أراكم فعلتموه "، فقال زياد: " اقطعوا لسانه "، فلما أخرجوا لسانه قال: " نفسوا عني حتى أتكلم كلمة واحدة "، فنفسوا عنه فقال: " هذا والله تصديق خبر أمير المؤمنين، أخبرني بقطع لساني ".
وأخرج من القصر مقطعا، فاجتمع الناس حوله، ومات من ليلته رضوان الله عليه.
قالت ابنته: " قلت لأبي: ما أشد اجتهادك! "، قال: " يا بنية يأتي قوم بعدنا بصائرهم في دينهم أفضل من اجتهادنا ".
وقال لها: " يا بنيتي أميتي الحديث بالكتمان، واجعلي القلب مسكن الأمانة (1) ".
* * *