صلح الحسن (ع) - السيد شرف الدين - الصفحة ٣٤٣
ينظر منه الأقوياء]، قال: " اني لم آتك الا على الأمان "، قال: " انطلقوا به إلى السجن ".
ثم كان بعد ذلك في الركب المثقل بالحديد الذي يسار به إلى القتل صبرا. وفي الحديث: " من آمن رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وان كان المقتول كافرا (1) ".
ومروا به - ولما يخرجوا بالقافلة من الكوفة - على داره فإذا بناته مشرئبات اليه يبكينه، فقال للحرسيين وائل وكثير: " إئذنا لي فأوصي إلى أهلي "، فلما دنا منهن وهن يبكين سكت عنهن - ساعة -، ثم قال لهن: " اسكتن "، فسكتن، فقال: " اتقين الله عز وجل واصبرن فاني أرجو من ربي في وجهي هذا احدى الحسنيين: اما الشهادة وهي السعادة، واما الانصراف ليكن في عافية. وان الذي يرزقكن مؤونتكن هو الله تعالى، وهو حي لا يموت [انظر إلى النفس الملائكية في اهاب البشر الانساني] أرجو ان لا يضيعكن، وأن يحفظني فيكن ". ثم انصرف.
وباتت الأسرة اليائسة الولهى (كما يشاء معاوية) تخلط البكاء بالبكاء، وتصل الدعاء بالدعاء، وكم لبنات قبيصة يومئذ من أمثال.
قال الطبري: " ووقع قبيصة من ضبيعة في يدي أبي شريف البدي فقال له قبيصة: ان الشر بين قومي وبين قومك آمن فليقتلني سواك، فقال: برتك رحم! ثم قتله القضاعي! ".
أقول: وأي نفس قوية هذه التي تنتبه في مثل هذه اللحظة إلى الحؤول دون الشر بين القومين والاحتياط على الاصلاح.
ه - كدام بن حيان العنزي.
و - محرز بن شهاب بن بجير بن سفيان بن خالد بن منقر التميمي (2)

(١) الإصابة (ج ٤ ص ٢٩٤).
(٢) يراجع عما كتبناه في حجر وأصحابه: الدينوري وابن الأثير والطبري وابن أبي الحديد والاستيعاب والنصائح الكافية وتاريخ الكوفة.
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»